لفتت صحيفة بريطانية إلى أن مخيم اليرموك في دمشق يمثل في الوقت الحالي "أسوأ الأماكن في سوريا"، واصفة المخيم القريب من وسط العاصمة، وكان يمثل ملاذاً آمناً للاجئين الفلسطينين في سوريا، بأنه "سجن لا يمكن الهرب منه".
وأوضح تقرير لصحيفة "الغارديان"، اليوم الخميس، أن اللاجئين الفلسطينيين في سوريا "يعاملون معاملة المواطن ويتمتعون بما يتمتع به من حقوق، فالتعليم والطبابة مجانيان كما يحق لهم التصويت، لكن لا يحق لهم امتلاك الجنسية السورية".
وأضافت الصحيفة أنه "في ظل الحصار المفروض على هذا المخيم من قبل قوات النظام السوري، أضحى سجناً لمن بقي فيه من الفلسطينيين الذين يصارعون للبقاء على قيد الحياة بقليل من الطعام والماء، ومن دون أي أمل بالهروب من هذا السجن".
ويلقي التقرير الضوء على اتفاق 18 كانون الثاني عام 2014، بين النظام السوري وقوات المعارضة، والذي يسمح بإيصال المساعدات الغذائية الى مخيم اليرموك، وذلك في خطوة لكسر الحصار المفروض عليه منذ عام من قبل قوات النظام.
ويضيف أن هذا الحصار المفروض على المخيم تسبب في تجويع أهالي المخيم مما أدى إلى وفاة العشرات منهم، وقد توفيت إحدى السيدات وهي واقفة تنتظر دورها في طابور تلقي المساعدات، جراء الجوع الشديد، مما أصاب العديد من موزعي هذه المساعدات بصدمة نفسية.
وأشار التقرير إلى أن الوضع في المخيم "مزر للغاية"، وكان ذلك جلياً عندما أدخلت المساعدات التي قدمتها "الأونروا" واصطف الآف اللاجئين وسط المباني المهدمة لأخذ حصتهم من المعونات، وأخذت صور لهؤلاء اللاجئين الذين تهافتوا بالآلاف لأخذ حصصهم من هذه المساعدات وسط دمار هائل يعم المخيم.
وأفاد التقرير بأن الوضع في مخيم اليرموك "أسوأ بكثير من غزة، لأن الحصار مطبق عليه، فهو سجن لا يمكن الهرب منه"، فالمخيم من دون كهرباء منذ شهور وليس هناك مصدر للطعام ولا توجد فيه مياه صالحة للشرب.
وخلص إلى أنه "لعل أسوأ ما في الأمر أن الفلسطينيين داخل المخيم لا يمكنهم الخروج منه كما لا يمكن لأي شخص الدخول اليه، ولا يستطيع إلا عدد ضئيل منهم الخروج من المخيم، من بينهم الحالات المرضية الطارئة والميسوريين الذين يستطيعون دفع مبالغ للمهربين ليجتازوا نقاط التفتيش المتعددة من قبل قوات النظام السوري".