قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، إن خطورة ممارسات تنظيم "الدولة الإسلامية"، أدت إلى تبديل أولويات عدد من الدول في سوريا، لاسيما الدول الغربية، لافتاً إلى أن المطالبة بإسقاط النظام السوري تراجعت أو أرجئت.
وأكد العبادي، في حوار مع صحيفة "الحياة" اللندنية، نشر اليوم الثلاثاء، أن الغرب نسي قصة إسقاط بشار الأسد. وأضاف قائلاً: "حتى مشروع تدريب المعارضة لم يبدأ، ويبدو أنه وضع لإقناع الآخرين بإبقاء الوضع على حاله".
وأشار إلى أن موقف الغرب "واضح لجهة وجود تغير جوهري" في سوريا، وأنه في السابق "كانت النظرية هي "احتواء الأزمة" داخل سوريا، ربما تعبر الحدود في شكل بسيط ، ولكن ليس أن تتسع، وتتحول لخطر يهدد الأمن في كل المنطقة، وفق تعبيره.
وأوضح رئيس الحكومة العراقية أن "القضية السورية تشبه ما حدث في العراق، فالأميركيون بعد حرب الكويت زعموا أنهم يدعمون المعارضة العراقية، استمر هذا الأمر 12 سنة ولم يتم أي شيء على الأرض، إلى أن تم إسقاط النظام".
وقال العبادي إن "الصراع في سوريا في الأصل هو صراع إقليمي اتخذ شكل الصراع الداخلي والإقليمي والدولي"، يتم عبره استخدام كل أنواع الأسلحة، و"يتم أحياناً النظر إلى أن كل ذلك محسوب على إيران، وهذا حساب خطير"، على حد قوله.
ولفت إلى أن "الأزمة السورية قد تمثل مشكلة في العلاقة العراقية مع تركيا وليس مع السعودية"، وأن هناك تراجع من كل الأطراف في المواقف من الموضوع السوري. وقال : "كان مخططاً أن تكون سوريا جزءاً من الربيع العربي، لكن انتهينا إلى تدمير عربي، وهذه كارثة".
وتابع قوله: "هناك أكثر من زاوية نظر للوضع السوري، فهناك من يتحدث عن نظام قمعي وشمولي وغير ديموقراطي، وآخرون يتحدثون عن معارضة وطنية ترغب بتحرير سوريا من قمع النظام، وجانب ثالث يرى أن النظام السوري نظام علماني، وأنه يحارب معارضة متشددة، الآن التوجه العام أن داعش هو الأخطر على سوريا وليس النظام".
وأكد العبادي أن أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم "الدولة"، جرح في القائم ، على الحدود السورية - العراقية، لكنه "نجا بأعجوبة"، لافتاً إلى أن "سجن بوكا (الأمريكي)، في البصرة كان تحول إلى أكبر كلية مختصة بتخريج الإرهابيين، والبغدادي خريج بوكا، والأميركيون أطلقوا سراحه".