شهدت مدينة دمشق خلال السنوات الثلاث الأخيرة، هجرة كبيرة لأصحاب صالات الفن التشكيلي، بعد إغلاق أبواب صالاتهم، في حين افتتحت دار الأوبرا مؤخراً، قاعة دائمة للمعارض؛ كمحاولة من وزارة الثقافة لتعويض الفراغ الذي تركته الصالات الخاصة.
ومن الصالات الخاصة التي أغلقت أبوابها في دمشق، صالات "أيام"، "تجليات"، "الأتاسي"، "عشتار"، "آرت هاوس". ونقلت صحيفة "السفير" اللبنانية عن الناقد سعد القاسم، إن هناك فنانون هاجروا مع صالات العرض إلى بيروت ودبي وباريس وبرلين.
ويوضح القاسم أن "الأزمة التي عصفت بسوريا قد غيرت حال الجميع، فتوقفت صالات العرض بمجملها عن العمل، وأغلق بعضها الأبواب إلى زمن غير معلوم، وانتقل تسويق الأعمال الفنية إلى الجوار اللبناني، وإلى بعض دول الخليج، فيما غابت المعارض بشكل شبه كلي عن الصالات الخاصة، عدا حالات نادرة ومبعثرة".
ويعقب الناقد عمار حسن على واقع هؤلاء بالقول: "نعرف ما يحدث للفنانين السوريين في الخارج؛ خصوصاً في لبنان، بحيث ان ما يحصل يندى له الجبين؛ إذ استحكمت بهم الصالات والأشخاص وصارت الشروط في العرض أكثر من صعبة بالمعنى المادي وبالمعنى السياسي".
ويتابع حسن قائلاً: إن "الفنان الذي ليس لديه انضواء تحت راية سياسية معينة لا يعرض له في بعض الأمكنة، باستثناء القليل من الرسامين، وهذا ينسحب على العديد من الرسامين في الخارج"، وفق تعبيره.