قال خطار أبو دياب، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة باريس، إن "الحديث عن المنطقة العازلة منذ عام 2011 وحتى الآن لا يزال يدور في حلقة مفرغة".
وأضاف أبو دياب في اتصال هاتفي مع روزنة، أن "ما صدر عن واشنطن بعد زيارة جو بايدن إلى تركيا، أنه لا للمناطق العازلة أو الآمنة بسوريا"، لافتاً إلى أن موقف الولايات المتحدة هو نفسه، "لم يتغير بالرغم من مأساة كوباني".
وتابع "المجتمع الدولي لم يكلف نفسه حتى بالحد الأدنى من واجباته، وهو توفير طعام للاجئين السوريين، كأن المطلوب هو إركاع الشعب السوري وإعادته إلى بيت الطاعة".
وبالنسبة للموقف الروسي قال أبو دياب "نستنتج من مقابلة بوتين الأخيرة مع وفد النظام السوري، أن الكلرملين لا يزال يمسك بالورقة السورية ولا ينوي تعديل موقفه على المدى القريب، ربما على المدى المتوسط ونتيجة الضغط طبعاً وليس من أخلاقياته".
وعن كلام هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، بأنها تأيد مناطق عازلة في سوريا، أشار أبو دياب بأن كلينتون عندما كانت في الحكم "لم يستمع إليها أوباما، والذي استغنى عن تشاك هيغل الذي كان لديه الشجاعة ليقول إن عمليات التحالف تفيد النظام السوري، وكلام كلينتون لا قيمة له".
وأوضح أبو دياب أن لقاء بوتين وأردوغان "شيء طبيعي، من المعروف أن هناك حجم تبادل تجاري كبير بحوالي 100 مليار دولار، وعلى المدى الطويل تركيا هي التي تفيد روسيا وليس العكس, ولكن هذا لا يعني أن تركيا تستطيع الضغط على روسيا لتغيير سياساتها كما أن الجانب الروسي لا يستطيع إقناع تركيا بالضغط على المعارضة لتكون شاهد زور في حكومة مع الأسد".
ولفت إلى أن "تركيا لم ترحب كثيراً بالزيارة التي أجراها معاذ الخطيب إلى موسكو، واعتبرت أن هذا التنازل من قبل بعض المعارضين لا يقابله ثمن"، مشيراً إلى أنه "من المواقف الأخيرة لروسيا واستقبالها وفد النظام، يتبين أن الدبلوماسية التركية لم تكن على خطأ, ومع هذا إذا حدث التقارب الإيراني الأمريكي، عندها من الممكن أن يقابله تقارب روسي تركي ويمكن أن ينعكس ايجابياً على القضية السورية، ولكن نحن على بعد أشهر من هكذا حدث".
وكان أحمد طعمة، رئيس الحكومة السورية المؤقتة، أكد أن المنطقة الآمنة يمكن أن تتحقق خلال الأشهر القادمة.
وأضاف طعمة في تصريح تلفزيوني، أن "المنطقة الآمنة أصبحت ضرورة لعدة أسباب، أهمها كبح جناح التشدد في مناطق عدة بشمال سوريا، وتمكين الحكومة المؤقتة من تقديم خدماتها على أوسع نطاق في الداخل السوري".
وأكد طعمة على هامش الاجتماع الأول لحكومته الجديدة أن "المعارضة السورية متفائلة بتغيير الموقف الروسي تجاه الثورة السورية، والوصول إلى تفاهمات حول هيئة انتقالية كاملة الصلاحيات والوصول إلى انعقاد مؤتمر جنيف 3".