شيرزاد يزيدي: موقف أوجلان أتى جراء السياسة التركية الداعمة لتنظيم "الدولة"

التهجير من عين العرب
التهجير من عين العرب

سياسي | 02 أكتوبر 2014 | روزنة

بعد أن حذر زعيم حزب العمال الكردستاني المُعتقل في تركيا عبد الله أوجلان من أن عملية السلام بين حزبه والدولة التركية ستنتهي إذا سُمح لمُتشددي الدولة الإسلامية بارتكاب مجزرة في مدينة عين العرب (كوباني)، الأمر الذي ردّه عضو لجنة العلاقات الخارجية لحزب الاتحاد الديمقراطي شيرزاد يزيدي وفي اتصال مع "روزنة" إلى أصابع تركيّة وراء داعش، وفي صنع داعش وتكبيرها، وبالذّات في دفع داعش لغزو المناطق التي يُسيطر عليها الاتحاد الديمقراطي، حسب قوله.


وأضاف يزيدي: "يوجد محاولات احتلال وارتكاب المجازر في كانتون كوباني، وهناك وعلى مدى 20 يوم هجمة شرسة، فداعش تجمع كل قواها من دير الزور والرّقة ومنبج، هي تستقدم كل قوّاتها الإرهابيّة، وتركز على كوباني بهدف احتلالها" بحسب قوله.

ويرى يزيدي أنّ داعش استفادت من كل أشكال الدعم اللوجستي والسياسي والاستخباري والعسكري الذي تُقدّمه تركيا، وكل هذا بات حقائق، وحتى في تركيا بات الناس والإعلام التركي، وجرحى هذه المنظمة الإرهابيّة يتم علاجهم في المشافي التركيّة، وهذه القصة باتت واضحة، وأسراهم وقتلاهم في أيدي وحدات حماية الشعب ليتبيّن أنهم يحملون هويات تركيّة، لهم صلات بجهات استخباريّة تركيّة، وهذا حقائق بات مفروغ منها".

وأضاف يزيدي: "إنّ الموقف الذي أبداه (الزعيم) أوجلان يوضّح أنّه ما إذا مضت هذه الجهات وترميا بشكلٍ عام في التورط في دعم داعش وتأليبها وصولاً إلى ارتكاب المجازر بحق الكرد في كوباني وغيرها من مناطقنا، عندها ستكون عملية السلام في تركيا ستغدو بلا معنا، عندها سيضطر شعبنا على امتداد جغرافيّة كردستان لخوض حرب مقاومة شعبيّة ضد من يُرسل علينا هذه العصابات القادمة من العصر الحجري".

اقرأ ايضاً: شيرزاد يزيدي: لم نتشارك مع العراقيين في اليعربية والدبابات كانت لداعش


وتابع يزيدي: "الطرف الكردي غير راغب بالقتال ولا سفك الدماء، نحن من يتم الاعتداء علينا، تركيا يجب أن تُحدد موقفها وخياراتها الاستراتيجيّة، فلا يُعقل أن تتحدث عن عملية سلام مع الكرد في تركيا، وأن تُبادر في قتل الكرد في سوريا وتدعم داعش، ضد الكرد في سوريا، هذه مُعادلة ساقطة، ولا يمكن السكوت عن هذه المحاولة".

وأشار يزيدي إلى أنّ: "مُحاولات تركيا في تسويق نفسها في المجتمع الدولي وتسويق فكرتها القديمة الفاشلة حول منطقة عازلة على الحدود لتنفيذ أطماعها التوسعيّة ووضع يدها على مناطقنا؛ بهدف تخريب النموذج الديمقراطي الذي شيّدناه، وهو نموذج الإدارة الذاتيّة؛ هذه لعبة تركية واضحة، فأكبر من خدم النظام السوري على سبيل المثال هو النظام التركي، عندما حاولت تركيا معارضة مصطنعة في إسطنبول وخلق بديل فوقي ومعارضة بأجندة إسلاماوية مُتطرفة إخوانيّة، والآن تكشفت عن أجندة داعشيّة، مُعارضة عنصرية مُعادية للشعب الكردي، محك الديمقراطية في سوريا وتركيا هو القضيّة الكرديّة والاعتراف بعدالة القضيّة الكردّية".

ويرى يزيدي: "تركيا وبعد جنيها الفشل في سياساتها خلال الأربعة أعوام الماضية مما يُسمى الربيع العربي، تُعدُّ أحد أكبر من ساهموا بوأد طموحات شعوب المنطقة في الحرية والسلام وطي صفحة الأنظمة الدكتاتوريّة، والآن تحاول مرّة أخرى وعبر داعش فرض أجنداتها واحتلال مناطقنا".

وختم القيادي في حزب الاتحاد الديمقراطي بأنّه وحتى الآن لم تدخل داعش إلى مدينة عين العرب (كوباني)، بل تُحاصرها منذ عشرين يوماً، هناك مقاومة باسلة، كوباني وبكل ثقة نقولها ستكون مقبرة لداعش ومن يقف خلفها، كوباني تقاوم منذ 20 يوماً وستُقاوم، كوباني الآن خندق الدفاع الأول ضد الديمقراطية والثورة والعدالة والتعايش في سوريا والمنطقة بأكملها، حتى في تركيا، هي الخندق الأول في الحرب ضد الإرهاب الدولي، ولذلك ندعو المجتمع الدولي لاستهداف مواقع عصابات داعش التي تُحاصر كوباني، فداعش التي تلقى دعماً كبيراً من تركيا وبعض دول الخليج العربي، غير أنّها تندحر ولن تتمكن من احتلال المنطقة على الرّغم من الإمكانيات المُتواضعة لوحدات حماية الشعب، وإن دخلتها ستكون مقبرةُ لها.

تجدر الإشارة إلى أنّ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بدأ عملية سلام مع أوجلان عام 2012 بهدف إنهاء تمرد المسلحين المستمر منذ 30 عاماً من أجل المزيد من الحقوق الكردية، وأدى الصراع إلى مقتل 40 ألف شخص معظمهم من الأكراد، وقال أوجلان في البيان الذي صدر اليوم (الخميس الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول 2014) "أحث كل شخص في تركيا لا يريد انهيار العملية والرحلة إلى الديمقراطية على تحمل المسؤولية في كوباني".


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق