روزنة_ عمان||
تواصل مجموعة من اللاجئات السوريات محاولات عرض تجربتها مع الحرب في سوريا على خشبة المسرح، من خلال عرض مسرحية "نساء طروادة"، التي كتبها التراجيدي الإغريقي يوريبيدس في العام 415 قبل الميلاد.
ويحكي العمل الفني، الذي أخرجه السوري عمر أبو سعدة، روايات مليئة بالمعاناة في ظل ضياع الأمل ومحاولة التعايش مع الواقع المأساوي. في حين تكمن أهمية المسرحية في روايات نساء سوريات لتجاربهن الحقيقية عبر شهادات تقدم على خشبة المسرح.
وعقد أبو سعدة عدة جلسات مع اللاجئات لتدريبهن على الأداء والإلقاء المسرحي. ويقول المخرج في حديث سابق، إن معظم الممثلين ليس لديهم خبرة في مجال المسرح. ويضيف: "حتى إن معظمهم لم يذهب إلى المسرح من قبل، لذا يتناولون الفن بصورة مختلفة للغاية".
ويركز يوريبيدس في مسرحيته، التي كُتبت قبل نحو 2,400 عاما، على التداعيات الرهيبة للحرب الطروادية من وجهة نظر نساء طروادة. وجاءت فكرة اقتباس العمل في البداية من الكاتبة البريطانية تشارلوت إيغار.
وعرضت المسرحية في المركز الوطني للثقافة والفنون وسط العاصمة الأردنية عمان العام الفائت. وكان من المقرر عرض العمل في جامعة جورج تاون الأمريكية، ومن ثم في جامعة كولومبيا، إلا أنه تم تاجيل العروض، وربما سيتم إلغاؤها، بسبب رفض الخارجية الأمريكية منح الممثلات تأشيرات دخول إلى أراضيها.
ولفتت صحيفة "واسنطن بوست" الأمريكية إلى أن عرض المسرحية كان يمكن أن يعد واحداً من الأحداث الثقافية الأكثر إثارة في هذا الموسم. وبحسب الصحيفة، كان العرض مقرراً في 18-20 أيلول الحالي بجامعة جورج تاون، لكن الحكومة رفضت منح اللاجئات تأسيرات الدخول، لأنها ليست مقتنعة بأنهن سيغادرن البلاد لاحقاً.
و أكد مخرج العمل أن سويسرا وافقت على منح تأشيرات للممثلات بهدف تقديم عرض هناك في تشرين الثاني المقبل. وعلق على قرار السلطات الأمريكة بأن مثل هذا الاجراء "أمر محزن بالفعل". وأضاف أبو سعدة، للصحيفة الأمريكية أن فريق العمل كان متحمساً جداً لتقديم العروض في الولايات المتحدة، وأنه أمر محزن ألا يحصل على هذه الفرصة.