وصف عضو مجلس الشعب السوري فايز الصايغ إقامة إدارة ذاتية في المناطق ذات الغالية الكردية بـ "الهرطقة السياسية"، مؤكداً أنّ "سوريا وحدة جغرافية واحدة، تُحكم من قبل المركزية السورية، ولا أحد يقبل تقسيم الأرض السورية، حتى لو اعترفت به دول العالم".
وقال الصايغ في اتصال مع "روزنة" إنّ "مؤسسات الدولة قائمة على وحدة سوريا، وكل المؤسسات تتطلع إلى تشكيل سوريا الكبرى يوماً ما"، مشيراً إلى أنّ "النظام السوري سوف يقاوم أية مسألة انفصالية ناتجة عن استثمار أي ظرف وفّره وجود الدولة الإسلامية في العراق والشام".
اقرأ أيضاً: فايز الصايغ: الدول الأوروبية لا تريد أن تنتهي الأزمة السورية بحل سياسي
وأضاف: "مسألة حقوق الأكراد مسألة أخرى، من الممكن معالجتها في إطار النسيج السوري، ولكن لن نقبل المساس بالجغرافية".
وفي سياق متصل، قال رئيس المجلس التشريعي في الإدارة الذاتية الكردية حكم خلو إن الائتلاف الوطني المعارض لا يُريد إيجاد حل لمشاكل الشعب الكردي وبقية مكونات الشعب السوري، يقول خلو: إنه يرحل هذه المشاكل إلى ما بعد سقوط النظام كما يدعي".
وأضاف خلو في اتصال هاتفي مع "روزنة": "إنّ موقف النظام الحالي من الإدارة الذاتية أمر تكتيكي واستراتيجي في إدارة الأزمة، فهو لا يُريد فتح جبهات إضافية وخاصة مع الأكراد"، مؤكداً على رفض حزب الاتحاد الديمقراطي للنظام السوري جملة وتفصيلاً.
وكان الائتلاف السوري المعارض انتقد تعيين حاكمين لمقاطعة الجزيرة، معتبراً أن الإدارة الذاتية تتعارض مع إرادة الشعب السوري في الحفاظ على وحدة الأراضي السورية.
وأكد خلو أنّ تشكيل الإدارة الذاتية لا يتعارض مع وحدة سوريا، لأن ميثاق العقد الاجتماعي الناظم لعمل الإدارة ينصُّ على أنّ هذه المناطق جزء من سوريا، ولا توجد نية في الانقسام.
ويرى خلو أنّ مشكلة الأكراد لا يمكن حلها عبر الاحتكام إلى صناديق الاقتراع، "لأن الصناديق لا تمثل ديمقراطية حقيقية، فهي تعبر عن رأي مجتمع تربى في ظل نظام شوفيني وعنصري على مدى عقود من الزمان، وبالتالي لا توجد عقلية أو ذهنية ديمقراطية لنحتكم إليها، ولا يوجد حتى قوانين توافقية لحل أزمة باقي الشعوب".
وكان "حزب الاتحاد الديمقراطي" أعلن في شهر كانون الثاني/ يناير 2014 الإدارة الذاتية في المناطق ذات الأغلبية الكردية، وهي الواقعة تحت سيطرته في شمال وشمال شرقي سوريا، وقامت المفوضية العليا للانتخابات في هذه المناطق بإعداد قانون لانتخابات المجلس التشريعي في هذه المنطقة، حيث قسّم الحزب الكردي مناطق الإدارة الذاتية إلى ثلاث مقاطعات وهي الجزيرة، التي تضم مناطق من الحسكة والرقة ودير الزور، وعين العرب (كوباني) وعفرين في محافظة حلب، واتخذ من مدينة عامودا الواقعة في محافظة الحسكة عاصمة مؤقتة.