نوح سريال_ ريف دمشق|| تنشر أعمال التنقيب والبحث عن الآثار بطريقة غير شرعية في مناطق عديدة في سوريا، وفي مناطق القلمون المحاذية للبنان، وفرت عمليات التهريب مصدر رزق بالنسبة للكثيرمن الشبان، فيما بدت فرصة للاغتناء وتكون الثروات لآخرين أيضاً. يستخدم المنقّبون أجهزة تنقيب حديثة، يشترونها من أوروبا أو تركيا، وينقلونها عبر الجبال إلى قرى القلمون، ويستعينون بخبراء محليين للبحث عن الآثار، فيما يحاولون العمل في نفس أماكن ورشات التنقيب الحكومية التي كانت تنشط في المنطقة قبل الحرب، علّهم يضفون على تنقيبهم العشوائي، تنظيماً أكبر. تنتشر على جنبات وبين ثنايا جبال القلمون في سوريا، الكثير من الاثار والمغاور والمباني المحفورة في الصخر، والكهوف والمعابد والأديرة والكنائس، والمقدسات المسيحية التاريخية الهامة، ولا زال سكان عدد من البلدات يتحدثون اللغة الآرامية (اللغة السورية القديمة أو اللغة السريانية التسمية الحديثة للآرامية) في حياتهم اليومية، وتعتبر هذه المنطقة مرجعاً أساسيا للغة السيد المسيح. تباع الآثار المهربة في مدينة عرسال اللبنانية، ويختلف سعر القطعة بحسب عمرها وشكلها، ومدى تضررها، أو حتى حجمها، ويعتبر متوسط سعر القطعة الأثرية الواحدة 70 دولار أمريكي. تمكن أبو خالد العز من استخراج قطعة أثرية من سفوح القلمون، وباعها بمبلغ كبير بحسب قوله، وهذا ما ساعده على تأمين مصاريف عائلته لعدة أشهر. ويقول عبد الله وهو مهرب آثار إن الطريق التي يسلكونها موجودة منذ زمن طويل، ويتم من خلالها نقل الآثار والدخان والكثير من المواد الأخرى "فالأمر ليس جديداً" ، ويسيطر على الطريق تاريخياً أصحاب السطوة والنفوذ السياسي والعسكري. تمكنت المجالس المحلية المعارضة من ضبط العديد من حالات التهريب، عندما كانت المعارضة المسلحة تسيطر على منطقة القلمون، ولكن مع احتدام المعارك وانسحاب الفصائل المعارضة، انتعشت عمليات التهريب من جديد بالتنسيق مع قوات النظام. وهو ما يؤكده أبو محمد من الجيش الحر، الذي يقول: "كان لدينا أشد الحرص على الحد من عمليات التهريب، وكنا ننظم دوريات لمنع نقل وتهريب الآثار والتحف إلى الخارج.