ربما لم يخطر ببال تلك العجوز السورية الطاعنة في العمر، أن يأتي يوم تتشرد فيه تاركة وطنها ومنزلها وأهلها وجيرانها، باحثة عن أمان فقد في وطن مزقته الحرب. مناطق بأكملها في سوريا أضحت خاوية على عروشها، واستبدلها أصحابها بخيم وملاجئ من الصفيح في أراضي الدول المجاورة. كثرُ هم المنادون لعودة اللاجئين خارج سوريا والنازحين داخلها إلى مناطقهم، ولكن "من أين العودة وإلى أين"، من شتات ملأ أصقاع العالم بالفارين من الحرب، وإلى أين ومدن كاملة أصبحت ركاما فيما رحى الحرب لا تزال تدور.