التظاهر دعماً للمدنيين في غزة يخضع لقيود أمنية في دمشق، ولا شركات داعمة للاقتصاد الإسرائيلي يقاطعها السوري، وأحوال الشعب لا تسمح بالدعم المادي للمنكوبين الفلسطينيين، وحتى المنشورات عبر مواقع التواصل تتعرض للتقييد، يسأل سوريون: ما شكل التضامن الشعبي الممكن إذاً مع أهالي غزة؟
سؤال طرح في برنامج "صدى الشارع"، وجاءت الإجابات مختلفة من المشاركين باستطلاعين في إدلب ودمشق، وعبر المتصلين، إذ تراوحت بين التظاهر والمقاطعة والوقفات الاحتجاجية والدعم الإغاثي والإنساني، أو الدعاء فقط والمناصرة الإلكترونية، على حد تعبيرهم.
اقرأ أيضاً: الحرب على غزة: 50 قتيلاً مدنياً من عائلة واحدة.. والعدد الكلي تجاوز 10 آلاف
وشهدت مدن شمالي غربي سوريا مظاهرات في أولى أيام القصف الإسرائيلي المكثف على غزة، سرعان ما انخفضت وتيرتها، في ظل حملات تبرع نظمت في بعض مساجد المحافظة.
وفي مناطق سيطرة النظام السوري، نظمت وقفات احتجاجية نقابية وطلابية، دون تنظيم لوقفات جماهيرية، قالت تقارير صحافية إنها منعت من قبل أجهزة الأمن خوفاً من تحولها لمظاهرات ضد الأسد، في حين تظاهر مدنيون لمرة واحدة في الرقة ومنبج ومناطق تحت سيطرة "الإدارة الذاتية".
أما في السويداء، التي تشهد مظاهرات مستمرة منذ أسابيع تطالب برحيل النظام وإسقاط بشار الأسد وتطبيق القرار "2254"، ترفع لافتات تضامنية مع أهالي غزة بشكل مستمر.
سوريون في إدلب، تشاركوا عبارة واحدة خلال إجابتهم على السؤال الذي طرحه مراسلنا مهند الشيخ، بأن "الجرح واحد، وما يعيشه أهالي غزة، نعيشه نحن أيضاً، ونقف معهم قلباً وقالباً".
اقرأ أيضاً: في السويداء وشمالي سوريا.. مظاهرات لإسقاط الأسد وتضامناً مع غزة
أحد المشاركين قال: "نستطيع التظاهر والاحتجاج، لتشجيع الشعوب العربية والإسلامية وتحريك شعورهم للضغط على حكوماتهم، لأننا هنا لا نملك حكومة ونظام نطلب منه دعم غزة".
وأضاف آخر: "الوضع لدينا في سوريا، والحرب، لا تسمح بأي شكل من التضامن. كان الله في عوننا وعونهم".
وتحدث آخر أن السوريين في إدلب تظاهروا ونظموا حملات تبرع وكتبوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فقط لكي لا يكونوا وحدهم، ويشعروا بأننا معهم، لأننا خبرنا ذلك عندما تركنا العالم وحدنا".
قد يهمك: مظاهرات في مدن سورية تضامناً مع أهالي غزة
أما في دمشق، فجاءت الإجابات مقاربة أيضاً، عبر ضرورة الدعم الاقتصادي الإغاثي من التجار والمقتدرين مادياً، إضافة لفتح المجال أمام تنظيم "مسيرات تضامنية شعبية"، إذ قالت إحدى المشاركات: "لا يوجد لدينا في دمشق حتى سفارات لدول تدعم إسرائيل، أين سنقف احتجاجاً؟!".
واقترحت سيدة ثانية خلال الاستطلاع الخاص بالبرنامج: "يمكن للأطباء الذين يرغبون بمساعدة الجرحى، التوجه إلى معبر رفح، ويمكن للجمعيات الخيرية والإنسانية هنا أن تجمع المال لإرساله إلى المتضررين في غزة".
وأضافت: "نعيش حالة نفسية سيئة، هنا في المنزل لم نعد قادرين حتى على مشاهدة الفيديوهات على الفايسبوك، لأن إحساس العجز جداً بشع، وليس باليد حيلة، لكن هذا واقعنا مع الأسف".
كما أشارت حلا (اسم مستعار) إلى أن تعريف الجيل الجديد بما حصل في فلسطين منذ 1948، هو شكل من أشكال التضامن مع أهالي غزة.
تعرف على: القصة الكاملة للاستيلاء على أرض فلسطين
تفاصيل أوفى ومعلومات وكامل الاستطلاعات والاتصالات، تجدونها في الحلقة كاملة:
الكلمات المفتاحية