"حركة 10 آب" في سوريا.. ما الآراء حولها؟

قصاصة ورقية من أحد ناشطي "حركة 10 آب" - صفحة الحركة في فايسبوك
"الشعب السوري بكافة طوائفه يقول كفى للذل"، هكذا كتب على قصاصات ورقية ظهرت في مقاطع صورت ليلاً في ساحات فارغة أو على طرق نائية، كإثبات من القائمين والقائمات على "حركة 10 آب" بأنها ليست مجرد مبادرة على مواقع التواصل، بل حراك موجود على الأرض في سوريا.
عبر فايسبوك، أعلن أشخاص هويتهم مجهولة حتى الآن، عن حراك سلمي لللمطالبة "بإنهاء معاناتنا من سوء إدارة لشؤون البلاد وتجاهل الدولة لمستقبل الشعب"، على ما جاء في بيانها الأول.
في ظل ردود الفعل المشككة بالقائمين على الحركة، وصلت لاتهام البعض أنهم يتبعون لـ"المخابرات السورية"، ودعم من مناصرين للنظام ومعارضين له لشبان وشابات "10 آب"، طرح محمد الحاج في حلقة صدى الشارع، المعلومات المتوفرة عن الحركة، وما الذي جاء في بياناتها والمعروف عنها حتى الآن.
وسأل متابعي البرنامج، وعدد من السوريين في العاصمة دمشق: كيف ينظر السوريون للحركة؟ وما احتمالية اتساع رقعة أي حراك سلمي في سوريا بالوقت الراهن؟
ورأى 74 بالمئة ممن شاركوا بالتصويت على سؤال الحلقة في فايسبوك، أن نظرة السوريين تجاه الحركة سلبية، فيما اعتبر نحو 26 بالمئة أن التعامل مع الإعلان عن تأسيسها وبداية نشاطها، إيجابي بشكل عام.
وتزامن الإعلان عن الحركة مع دعوات لإضراب عام شامل في البلاد، احتجاجاً على رفع أسعار المحروقات والتدهور المستمر لقيمة الليرة السورية مقابل الدولار، مع زيادة الرواتب التي وصفت بـ"المخجلة"، بعد الإعلان عنها في مرسوم لبشار الأسد.
اقرأ أيضاً:
هتفوا ضد الأسد.. السويداء: احتجاجات وقطع طرقات ودعوة لالتزام المنازل
وتفاوتت وجهات النظر القادمة من العاصمة دمشق، في استطلاع خاص بالبرنامج، بين التشكيك بغاية القائمين على الحركة، ومن يقف خلفها، وإن كانت قادرة على جذب أعداد أكبر من السوريين الذين يعانون من أوضاع اقتصادية ومعيشية غاية في السوء، وسط اعتبار آخرين أن مطالبهم محقة وضرورية ولها دعم نسبة واسعة.
أحد المشاركين قال: "نحن بحاجة لأي حراك لأن الوضع مؤذي في سوريا، لكن لا نستطيع الحزم إن كان الحراك مجدي في الوقت الراهن خوفاً من تكرار السيناريو (2011) من أول وجديد".
وتابع حديثه معنا: "إذا كان الحراك سيثمر عن شيء إيجابي يجب أن يقف معه الجميع، أما إن أدى لمضايقتهم أو إيذاء الشباب الذين يحاولون التغيير واعتقالهم كما حصل في آخر سنوات، فلست معه، لأنهم سيكونوا كبش فداء".
من جانبه، شكك مشارك آخر، بنوايا القائمين المجهولين على الحركة، معتبراً: "أعتقد أنه مجرد بزنس (تجارة) مثل أي حزب أو منظمة في سوريا، ليحصلوا على تمويل من دولة ما. أي حراك يؤسس عن طريق البعض، ومن ثم يأتي الممول لينظمهم ويأتي لهم بقيادات جديدة وجيدة".
وفي رأي آخر: "أعتقد أن هذا الأمر مو غلط، الناس ممكن تلاقي مبررات وتقف معهم، ومن الممكن البعض الآخر سيتخوف من المشاركة".
وأوضح أكثر: "مع الأسف لا يوجد لدي أمل بأي حراك سوري، لتعقيد الحالة في البلاد والجرح الذي لا زال موجود لدى الشعب، وعدم وجود نخبة مثقفة تنظّر لأي حراك وتقوده، وانكفاء الناشطين، وعدم تردد السلطة بقمع أي حركة".
قد يهمك: هل تحصيل المطالب في سوريا مرهون بالضغط الشعبي؟
وذهب أحد المستطلعة آراؤهم أن ما يجري هو "إرهاصات ومقدمات لانفجارات قادمة (...) المجتمع الذي عانى من العنف والمعارك والجوع والنزوح والتهجير، هذه مرحلة جديدة للتعبير عن ذاته بتوجهات مدنية وسلمية. إن لم تقابل بإشراك حقيقي من الأطراف الممسكة بالواقع الحالي، سنذهب إلى جولة عنف جديدة".
وأضاف حول الحركة: "هي ليست مقدمة لحراك مدني في سوريا، بل هي ردات فعل ناتجة عن الخوف، يخشى القائمون عليها التعريف عن نفسهم بسبب التضييق الذي قد يتعرضون له، والذي يمكن أن يعتقلون بسببه".
ودعم مشارك مطالب القائمين على الحركة، واصفاً إياها بأنها محقة: "طالما حراكهم سلمي فأنا معه، فئة الشباب هي الأكثر تضررا، ويرون مستقبلهم يضيع، ويقولون أنا خسران فلماذا لا أطالب وأقول (...) وعلى الحكومة والنظام أن لا يستخف بمثل هذه المطالب".
واعتبر أن الأهداف الآن واضحة نتيجة الحالة المزرية التي وصل إليها الشباب وليست "طيش شباب أو تقليد أو جاءت من فراغ"، على حد تعبيره.
عشرات التعليقات وردت على رابط بث الحلقة في فايسبوك، غلب عليها طابع دعم رئيس النظام بشار الأسد وعدم الموافقة أي تحرك ضده، في حين عبر معلقون عن دعمهم لـ"10 آب" وأي حراك آخر سلمي على الأراضي السورية.
للتعرف أكثر عن موضوع النقاش، وحول الحركة، وما قاله المشاركون في الاستطلاع، ندعوكم لمتابعة الحلقة كاملة:
الكلمات المفتاحية