ذاكرة الخطر وعلاقتها باضطرابات خلفها الزلزال .. نصائح لتفريغها
ناجين يجلسون على دمار خلفه الزلزال - روزنة
يوماً بعد يوم نكتشف آثاراً جديدة خلفها الزلزال في صحتنا النفسية، ولا تزال الهزات الارتدادية واسترجاع مواقف أو التعرض لأصوات تشعل فينا مخاوف عدة، تعرفوا في هذه المادة على آليات التخلص من المخاوف وتجاوزها.
بعد الزلزال تغيرت بعض القناعات ومنها الشعور بالأمان، وطرأ تغيير على معنى الحياة في أذهاننا، مثل: الحياة قصيرة جداً لنستغلها بفعل الخير، ولا تستدعي الخلافات، نتجة للاهتمام أكثر بالعائلة.
اقرأ أيضاً: تعرف إلى ردود الفعل الطبيعية للزلزال .. ومتى نلجأ للدعم النفسي؟

اضطرابات بعد التعرض للزلزال والصدمات والكوارث
في الشهر الأول بعد التعرض للزلزال أو أي من الصدمات الشديدة، يصيب البعض رعب حاد، على شكل نوبات من التهيج والتوتر الشديد.
ويظهر الرعب عادةً منذ أول يوم وحتى شهر بعد الزلزال، ويمكن تجاوزه بدون تدخل دوائي، أو عبر أدوية مهدئة.
الاضطراب الثاني هو اضطراب التأقلم والتكيف بعد الكارثة، أي أن الشخص عاد إلى حياته ما قبل الكارثة ولكنه "غير مرتاح".
يستيقظ صباحاً منزعج لسبب مجهول، مزاجه سيء على الدوام، ولسان حاله "عدت إلى العمل أو أبحث عن عمل، أساعد أهلي، لكن لا أشعر بالراحة.. حاسس بقبضة صدر".
هذه الحالة ممكن أن تكون طبيعية حتى 4 أشهر بعد الزلزال، ولكن في حال استمرت أو كان لها أثر شديد، هنا الشخص بحاجة إلى معالجة طبية.
الاضطراب الثالث وهو الأندر، ويسمى اضطراب ما بعد الصدمة، أي يعيش الشخص أهوال الزلزال وكأنه حصل لتوه، يتخيل مشاهد من الزلزال، وتأتيه أفكار مقتحمة، كوابيس، نوبات من الذعر، وبحاجة إلى تداخل طبي.
والعلاج الطبي للمصاب باضطراب ما بعد الصدمة ممكن أن يشمل أدوية منها مضاد للاكتئاب، أو مساعد على النوم.
متابعة أخبار الزلزال
يتعرض الشخص لخطر الإضابة بحالة غير طبيعية ممكن أن تؤدي إلى اضطرابات حين:
يتابع كل أخبار الزلزال.
يحرص على تحميل التطبيقات المتعلقة بترقب الزلازل.
يتأثر ويتفاعل مع أي مصدر يتحدث عن الزلازل.
ومن المفترض الاعتماد فقط على المعلومات الرسمية عن الزلزال، وإلغاء متابعة المنجمين أو المحللين غير المعتمدين من الدولة.
ويأتي الخوف عادةً من الأنباء المكذوبة أو المبنية على الاحتمالات، ومن هنا يُنصح بالابتعاد عن الأنباء الظنية، لأن العقل يرتبك من الغموض.
اقرأ أيضاً: عقدة "ذنب الناجي" قد تلاحقك بعد الكارثة.. كيف تتغلّب عليها؟
التفكير بالهرب أو تغيير المنزل
لا داعي لسلوكيات تعزز الخوف من الزلزال، مثل الهرب من مكان إلى آخر، خوفاً من الزلزال، إلا في حالة كان البناء متضرر بالفعل.
والتفكير بتغيير المنزل أو المنطقة التي تعرضت للزلزال أو التي يتوقع حدوث زلزال فيها، أمر طبيعي ليس من الرهاب في شيء.
الذاكرة السمعية والزلزال
لدى الإنسان "ذاكرة بعيدة"، يخزن فيها الأحداث والمشاهد القديمة منذ سنين عديدة، مثلاً اسم معلم أو معلمة الصف الأول الابتدائي.
و"ذاكرة الخطر"، التي امتلأت بمحرضات الخطر المرتبطة بالزلزال ومنها الأصوات والمشاهد، والحركات.
حاول إخراج ما في "ذاكرة الخطر" إلى العلن عبر طرق منها:
حديث مع أصدقاء.
محتوى على وسائل التواصل الاجتماعي.
الكتابة.
الرسم.
الألعاب وبخاصة للأطفال مثل "تمثيل مشهد الزلزال عبر قطع خشبية أو الليغو المكعبات).
الدعاء لله، وتأكيد البعد الروحاني والإيماني للعلاج.
في حال لم يحصل إخراج المحرضات من ذاكرة الخطر، يبقى الشخص في خوف دائم، ويتفاعل مباشرةً مع أي من المحرضات الصورية أو السمعية.
وينصح بالتدخل الطبي في حال بات الأمر مزعجاً، إذ يساعد المعالج النفسي على تفريغ ذاكرة الخطر.
اقرأ ايضاً: نصائح عملية لنوم صحي بعيداً عن الأرق

نصائح لمن يستمع لشخص شهد الزلزال
بذل جهد في سماعه.
تأكيد المشاعر، وعدم الاستخفاف بها.
عدم إبداء الرأي بمشاعر الطرف الآخر.
تأجيل الردود الدينية حتى اكتمال التفريغ.
لا داعي للمواعظ الجاهزة.
ولنتذكر دائماً أن تأثير الكوارث الطبيعية على الإنسان، أقل بكثير من المظالم التي يفعلها الإنسان مع الإنسان، إذ يترك التعذيب اضطرابات ومشكلات نفسية عند 50 في المئة من الذين تعرضوا للتعذيب، فيما تترك الكوارث اضطرابات نفسية شديدة عند 2 في المئة فقط.
تقدم مراكز طبية ومنظمات إنسانية سورية وعربية، خدمات دعم نفسي مجانية عبر الهاتف، للمتضررين من الزلزال.
وفي هذا الملف الذي أعدته منظمة "مستقبل سوريا الزاهر" عنواين وأرقام هواتف ومواعيد، لتقديم خدمات مجانية للدعم النفسي من أكثر من 34 جهة.
للمزيد من النصائح عن التعامل مع ذكريات الزلزال، والمخاوف الناتجة عنه، مع أسما ورغد وضيفهما اختصاصي الطب النفسي ملهم الحراكي، في "معاينة حكيم".
تابع اللقاء كاملاً…
الكلمات المفتاحية