وصل إلى مطار دمشق الدولي، أعطاهم جواز سفره فكتب له الضابط ورقة، لم يفهمها واستفسر عنها، غضب الضابط وقال له "أعطها لشوفير تكسي وهو بيدلك".. ولكن سائق التكسي اعتلت على وجهه تعابيرغريبة عندما قرأ ما كتب في الورقة.. أوصله إلى المكان وقال له "الله يكون بعونك!".
بدأت نيلوفر حديثها مع ضيفها المفكر والسياسي السوري برهان غليون بقراءة مذكرات من كتابه "عطب الذات.. وقائع ثورة لم تكتمل"، وأورد فيها ذلك الموقف الذي تعرض له في أحد المرات عند زيارته لسوريا.
اقرأ أيضاً: راتب شعبو: الثورة تنتج دولة والدولة تقتل الثورة
تذكر غليون هذا الموقف، الذي اعتبره مأساوياً وإنسانياً في نفس الوقت، وهو أن يشفق إنسان على آخر لا يعرفه لأنه يعتقد بأنه ذاهب إلى الموت، لا سيما أن سمعة "فرع فلسطين" التابع للأمن العسكري معروفة بين السوريين، الداخل مفقود والخارج مولود.
لم يكن غليون يقبل الظروف التي يعيشها الشعب السوري قبل الثورة، وكان يشعر في كل مرة يزور فيها البلد أن الشعب محكوم بوحوش، ولا يملكون أية حماية أخلاقية أو قانونية، إضافة إلى الإهانة والوضع المأساوي.
وضم كتابه "وقائع ثورة لم تكتمل" مذكرات، وتحليل للسياسات المحلية والدولية والصراعات، ومحاولة لفهم ما جرى في الثورة، وبخاصة ضمن معسكر الشعب ومعسكر النظام، والنظام الدولي.
يعتبر غليون أنه "لم يكن في سوريا مجتمع سياسي على الإطلاق، وذلك لأنهم عاشوا 40 عاماً من العنف، والمعارضة مهمشة معظمها كانت في السجون، وهذا أدى إلى عجز السوريين عن إنشاء مؤسسة وجبهة فعالة، قادرة على العمل بطريقة منهجية ومنظمة".
بعد كل التضحيات العظيمة التي قدمها الشعب السوري على مدار عشر سنوات، يرى غليون أن "النظام محطم، ومدان داخلياً ودولياً، وبقاؤه إلى اليوم بفضل قوى الاحتلال الروسي والإيراني بالدرجة الأولى".
الشعب السوري توحد في ظروف معيشته المأساوية، أين ما وجد داخل سوريا، وتحت أي انتماء أو طائفة والمجال الآن مفتوح أمام السوريين جميعاً لفتح حوار جدي والتفكير في مستقبل سوريا الجديدة، ولكن الوصول للسلام يستدعي معاقبة المجرمين الذين اتخذوا القرارات بزج الشعب السوري في الحرب وتقسيمه، ليضمنوا بقاءهم في الحكم، بحسب غليون.
لقاء مميز مع المفكر والسياسي السوري برهان غليون في فقرة "فنجان قهوة" ضمن البرنامج الصباحي "روزنامة روزنة" مع نيلوفر، شاهدوه كاملاً:
الكلمات المفتاحية