في حلقة اليوم من برنامج (حكي سوري) تستضيف لينا الشّواف الكاتب والباحث في الإسلام السياسي أحمد الرمح الذي بثّ مؤخراً تسجيلاً صوتيّاً عنونه بـ "في ذكرى ميلاد الرسول، وجريمة نيس، حديثنا بلسان أوروبي أصيل"، حيث عَقَّبَ من خلاله على ما يحصل في فرنسا حالياً.
قال الرمح، إن القرآن يوجهنا دائماً إلى مقاصد ذات استراتيجية إنسانية وحكيمة، وقوله تعالى: "وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه"، أي باللغة التي يفهمونها، ولا يمكن أن أخطاب الأوروبي بالقرآن أو بالأحاديث النبوية، على حد قوله.
اقرأ أيضاً: يمان الخطيب: هل أصبحت الأرض السورية حلالاً للجميع وحراماً على السوريين؟
وأشار إلى أن من يسمعه من الغرب، يعرف تماماً أنه لا يُجمِّل، ولا يُزيف الحقيقة، حتى يقبله الآخر أو يرفضه، إنما يكون ناقلاً لكلام هؤلاء المفكرين، ويوضح أن الدين ليس كما يصوره المتطرفين والإرهابيين، الذين يعيشون بدين موازٍ يختلف عن الإسلام الحقيقي.
أي أنه عندما يقتطع الباحث من كتب هؤلاء الفلاسفة والعلماء، ما كتبوه عن الإسلام ونبيه، حينها يستطيع أن يبعد الغبش، والضلال الذي أوجده سلوك جماعات متطرفة تنسب نفسها للإسلام، بحسب الرمح.
وفسَّر ما يحصل في فرنسا، مرجعاً ذلك إلى قيام وسائل إعلامية بتحريف نص الإليزيه، على الرغم من أن هناك تصريحات سابقة، تحدثت عن أزمة "الإسلام السلفي"، ولم تشمل دين الإسلام ككل، وأن ماكرون أخطأ في التعبير، ومستشاروه ورطوه دون إدراك الأبعاد السياسية للأزمة.
ونظر الكاتب لما يحصل من الزاوية السياسية، وأعاد السبب لوجود خلاف سياسي فرنسي تركي، قبل شهر من نشر الرسومات المسيئة للرسول محمد عليه السلام، وهذا ما ساهم في تأجيج الأزمة، واشعالها بحسب رأيه.
اقرأ أيضاً.. هند قبوات في (حكي سوري): القائد الخادم هي الفكرة الجديدة
وتزيد مواقع التواصل الإجتماعي من تفاقم المشكلة، إذ وصف الكاتب استغلال الأزمات بهذه الأساليب بـ "الاستغلال الشيطاني" لأن الخاسر الأكبر هم المسلمون أولاً، والاتحاد الأوروبي ثانياً، لأنها تؤدي إلى حرب هويات.
ولفت الرمح إلى أنه لو تعدلت الشعارات، التي تمت تداولها "إلا رسول الله إلا الإسلام"، لتصبح "إلا الأديان وإلا الرسل"، لكانت النتائج إيجابية وأكثر فائدة، وحينها يستطيع المسلمون، أن يكونوا محامين ممتازين لقضيتهم الناجحة "الإسلام" ، مشيراً إلى أننا "نحمل قضية سامية لكن دعاتها نوْكى وحمقى ومغفلين".
كما تحدث عن الحملات الشعبوية ضد البضائع الفرنسية، وقضية ارتداء الحجاب في فرنسا، وأعطى نصائح للعائلة المسلمة، في المجتمع الأوروبي.
أحمد الرمح، باحث وكاتب سوري، مهتم بشؤون الإسلام السياسي، شارك في نشاط لجان إحياء المجتمع المدني في سوريا، وبتأسيس ملتقى الحوار الوطني السوري، وله العديد من الكتب المطبوعة، يكتب في إصلاح الفكر الديني والتنوير، وهو عضو في المنتدى العالمي للإسلام الديمقراطي.