لاشك أن التعليم هو أحد الأولويات بالنسبة للدول والمؤسسات المحلية والعالمية، وهو من أهم المتطلبات في حياة الإنسان، التي يتطلع من خلالها لتحسين ظروف حياته وتحقيق طموحاته.
ويحتفل العالم كل عام، في 5 أكتوبر باليوم العالمي للتعليم، وهي ذكرى توقيع اليونسكو ومنظمة العمل الدولية توصية بشأن أوضاع المعلمين سنة 1966، وضعت من خلالها مرجعيات متعلقة بحقوق المدَرسين ومسؤولياتهم.
اقرأ أيضاً: كورونا سوريا.. التعليم عن بعد إجراء كاذب
وتكريماً للمعلمين ودورهم في الحياة، استضافت نيلوفر في البرنامج الصباحي "روزنامة روزنة"، عدداً من المعلمين السوريين، تحدثوا عن أوضاع المعلمين في الشمال السوري.
إذ تحدث المعلم حسام كلاوي، (مدرس رياضيات في مدينة الدانا) عن ظروف المعلمين، وشح الدعم المادي للمنشآت التعليمية، لذلك يعمل عدد كبير منهم، بشكل تطوعي، على أمل الحصول على الدعم المالي لاحقاً.
وأضاف كلاوي، أن نسبة كبيرة من المدرسين، اضطروا للعمل في مهن أخرى لتلبية احتياجات الحياة، مشيراً إلى تدني المستوى التعليمي خلال السنوات العشر الماضية.
أما المعلم رياض اليوسف، و بالتعاون مع مجموعة من المعلمين، قاموا بتأسيس مدرسة في إحدى مخيمات الشمال السوري بمنطقة التح (غربي إدلب)، تضم 300 طالب من الصف الأول حتى السادس، مؤكداً أن المدرسين يعملون بشكل تطوعي قبل أن تتبنى منظمة بنيان مدرستهم وتقدم لها الدعم المالي.
وأشار اليوسف، إلى أن الدعم المقدم لا يفي بالغرض، كما أنه لا تتوفر الإمكانيات والأدوات التعليمية.
اقرأ أيضاً: في يوم التعليم العالمي.. مليونا طفل سوري لم يذهبوا للمدارس!
وتأكيداً على الأوضاع السيئة التي يعيشها المعلم السوري في الشمال، قال الأستاذ مالك طالب من منظمة "عطاء": ظاهرة ترك مهنة التعليم موجودة بكثرة في المنطقة، لأن الرواتب أو الحوافز المقدمة ليست كافية لسد أعباء الحياة، بالإضافة إلى عمل المعلمين في أكثر من مهنة ليحققوا الاكتفاء المادي لأسرهم وذويهم.
وأوضح طالب، أن الظروف التي يمر بها المعلم السوري، تؤثر سلباً على حياته النفسية والمعيشية، وبالتالي تنعكس على العملية التعليمية.
وبيّن مالك طالب، أن المنظمة تكفلت بـ 14 طالباً وطالبة في الشمال، ودعمت 40 مركزاً تعليمياً، إضافة لإطلاق مشروع المعلم المتنقل، بعد انتشار فيروس كورونا.
لا يختلف واقع المعلمين عن مناطق الشمال، ففي الحالتين يعاني المعلمون من تدهور كبير في الأوضاع المادية، وهذا نتيجة ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية وبقاء الراتب على حاله دون زيادة، واتجاه عدد كبير منهم إلى المعاهد لرفع مستوى دخلهم.
و تعتبر المعلمة سميرة البهو في حديثها عن المعاهد بأنها استنزاف لطاقة المعلم والطالب، مشيرة إلى أنه لو كان هناك راتب كافٍ للمعلم؛ لما احتاج أن يلجأ للعمل الإضافي.
الكلمات المفتاحية