طالب إبراهيم وسماح حكواتي- لا يتخيل المعتقل السياسي أيمن القصير أن بشراً من لحم ودم هم من قاموا بتعذيبه. لا يمكن أن يصف من قام بالضرب والشبح والسحل والإذلال أنه من البشر.
اعتقل القصير في فترة سابقة، وتعرض لتعذيب شديد، وسجن فترة طويلة لأنه مارس العمل السياسي في سوريا. معتقل آخر كان فناناً، فقد حياته تحت التعذيب، وتعرضت عائلته لتعذيب آخر. لم تسمح لهم السلطات باستلام الجثة، ولم تسمح لهم بإقامة عزاء.
تحدثت قريبة الضحية في برنامج بالميزان، بعد مضي عامين على الحادثة كأنها حصلت بالأمس.
على مدار سنين طويلة كان للنظام السوري تاريخ أسود فيما يتعلق بعمليات تعذيب مارسها على المعتقلين، لكن فيما بعد توزع الاتهام بين النظام السوري من جهة وبين فصائل المعارضة المسلحة من جهة أخرى في امتهان التعذيب. يقول المحامي محمد العبد الله في حديثه في برنامج بالميزان.
يضيف العبد الله: "بعد 2012 وبعد أن أظهرت وثائق كثيرة تدين النظام السوري لقيامه بعمليات تعذيب بشعة، ظهرت وثائق أخرى تدين المعارضة السورية. صار للمعارضة أجهزة اعتقال، تعتقل المواطنين وتعذّبهم، وتعتقل الفصائل الإسلامية الناس وتعذّبهم.
في فترة سابقة كان يعذّب المعتقل لإجباره على تقديم معلومات، لكن أظهرت فيديوات أن التعذيب في سوريا اتخذ شكلاً وهدفاً جديدين. كان بدافع الانتقام، وبغياب أي محاسبة اجتماعية، حين تقوم مجموعة من العناصر بتعذيب ضحية، وأحياناً حتى الموت بدون اعتراض من أحد، هذا ما يمكن اعتباره أخطر بكثير من التعذيب التقليدي.
بعد 28 عام على صدور الميثاق العالمي لمناهضة التعذيب في الأمم المتحدة، تعيش سوريا اليوم في وضع أسوأ بكثير من ذاك التاريخ، يضيف العبد الله.
تتشابه عمليات التعذيب في شمال سوريا وجنوبها، كما تتشابه في شمال العالم وجنوبه، ويظهر العالم قرية صغيرة على الأقل فيما يتعلق بأنواع التعذيب التي تستخدمها السلطات.
لماذا تتشابه أنواع التعذيب؟ وهل هناك فائدة من توثيق شهادات المعذَبين؟ وكيف يستطيع الشهود بإفاداتهم تقديم المجرمين للعدالة؟ وأمام فشل العدالة الدولية في اعتقال المجرمين المتهمين بالقيام بعمليات تعذيب في العالم، كيف يقتنع الشهود أن إفاداتهم تفيد في خدمة العدالة؟
في برنامج بالميزان يجيب المحامي محمد العبد الله الرئيس التنفيذي للمركز السوري للعدالة والمساءلة عن الأسئلة.
للاستماع إلى تفاصيل الحلقة:
بالميزان، برنامج مشترك بين إذاعة صوت راية وقناة معكم الخاصة بسوريا والسوريين، والتابعة لإذاعة هولندا العالمية، وبالتعاون مع المركز السوري للعدالة والمساءلة.
الكلمات المفتاحية