كتب حازم صاغية في صحيفة الحياة .. بؤس «النظريّة» وازدهار مسلخ صيدنايا
إبّان احتدام المعركة الانتخابيّة بين دونالد ترامب وهيلاري كلينتون، ركّز الممانعون العرب نيرانهم على كلينتون. كان أكثر ما يهمّهم أنّ المرشّحة الديموقراطيّة قد تتدخّل في سوريّة وقد تطيح بشّار الأسد وسيطرته المؤسَّسة على السجون والزنازين. تاريخ وزيرة الخارجيّة الأميركيّة السابقة، بوصفها من «صقور» إدارة أوباما والحزب الديموقراطيّ، كان يضاعف عداءهم لها وخوفهم منها.
نقد ترامب المعلن لإيران، ولنظام سيطرتها الإقليميّ، كان يُقلقهم قليلاً. لكنّ «تأمّلاتهم» عن المرشّح الجمهوريّ الذي حظي بالرئاسة لاحقاً ظلّت ثانويّة في الأهميّة كما في التركيز: فأوّلاً، كان الخوف من فوز هيلاري هو الطاغي، فيما بدا من المشكوك فيه كثيراً أن يفوز منافسها. وثانياً، كان الكلام عن ترامب سريعاً ما يتجاوزه ليذهب في منحى «نظريّ» بحت: ذاك أنّ ترامب من عوارض الرأسماليّة المأزومة، أو من علامات الاستعداد الفاشيّ في الرأسماليّة، أو هو الوجه الخفيّ – إنّما الحقيقيّ! – لأميركا. وأخيراً، كان الممانعون يجدون ضمناً ما يطمئنهم في صداقة ترامب لبوتين: ذاك أنّ الروسيّ الهادئ لا بدّ أن يروّض الأميركيّ الهائج، وصديق صديقي قد يغدو صديقي.
كتب عبد الرحمن الراشد في العربية تركيا ومخاطر الحسم السوري..
من المفهوم أن يلح الأتراك على الأميركيين يطالبونهم بوقف تسليح التنظيمات الكردية في سوريا، تحديدًا حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، لأنهم يعتبرونها تمثل خطرًا على استقرار ووحدة تركيا نفسها. فقد اختارهم التحالف الغربي وكيله داخل سوريا لمحاربة تنظيم داعش.
الأتراك، عندما أدركوا اللعبة الكردية السورية، بادروا إلى شن معاركهم ضد «داعش» في عملية «درع الفرات»، وكذلك «جبهة النصرة»، لاحقًا، إلا أن هذا لم يوقف الاعتماد الأميركي على الكرد وتسليحهم. وعزز موقف الأكراد السوريين أن تلك الخطوة كانت مقبولة من الروس، الذين لا يَرَوْن في الحزب الكردي خصمًا للنظام السوري. كما أن روسيا وإيران سبقتا الأميركيين بتمكين الأكراد من التمدد فيما وراء مناطقهم على الحدود السورية التركية بحجة تطهيرها من الإرهابيين، وهي العملية التي أيقظت أنقرة التي رأت فيها مؤامرة لإقامة مناطق كردية معارضة على حدودها تهددها مباشرة. ومن الواضح من لعبة لوح الشطرنج السوري، أن الإيرانيين والروس نجحوا في نقل المعركة ضد أبرز خصوم نظام دمشق، أي الأتراك، وتهديد أمنهم مباشرة، الأمر الذي أسهم في تقليص الدعم التركي للمعارضة السورية.
في صحيفة "كوميرسانت " النيران الصديقة لن يسمح لها بالاضطرام ..
جاء في المقال:
للمرة الثانية منذ اندلاع الحرب في سوريا، يقع حادث خطير بين القوات المسلحة الروسية والتركية في سوريا، ويؤدي إلى وقوع ضحايا. فقد قصفت طائرة روسية في منطقة الباب شمالَ سوريا بالخطأ عسكريين أتراكا، كانوا يخوضون مواجهة مع فصائل تنظيم "داعش"، الذي يسيطر على المدينة؛ ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود وإصابة 11 آخرين بجروح. وفور وقوع الحادث، أجرى الرئيس فلاديمير بوتين اتصالا هاتفيا بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقدم إليه تعازيه. وكما يبدو من ردة فعل أنقرة الأولية، فإن هذا الواقعة المأسَوية لن تثير أزمة في العلاقات الثنائية. ذلك خلافا لحادثة إسقاط الطيران التركي طائرة "سوخوي-24" الروسية في نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2015.
وقد أعلن الناطق باسم هيئة أركان القوات المسلحة التركية عن وقوع هذا الحادث، الذي أدى إلى مقتل ثلاثة وجرح أحد عشر آخرين من الجنود الأتراك، يوم الخميس 09/02/22017، وقال إن "الطائرات الحربية الروسية وأثناء غاراتها على مواقع "داعش"، أصابت مصادفة مبنى، كان يوجد فيه العسكريون الأتراك، الذين كانوا يشاركون في عملية "درع الفرات"".