اللغة أيضاً شأنٌ اختلف عليه السوريون..

اللغة أيضاً شأنٌ اختلف عليه السوريون..
سوريا في المانشيت | 22 يناير 2017

كتب أيمن الشوفي في صحيفة السفير اللبنانية

تتمهّل الكلمات وهي تخرج من أفواه السوريين إذ تستوقفها الحواجز العقليّة، تدقق في هويتها بغية فهم هويّة ناطقيها. فالموالون لهم كلماتهم، ومثلهم المعارضون. كلاهما استخرج من اللغة ألفاظاً ونعوتاً أعانته على إعراب الواقع وإسكاته داخل صورٍ معرفيّة موازية يقتنيها المنحازون إلى مزاجها وإلى تناغم مكوّناته. وخلال سنواتٍ قليلةٍ فقط، نهضت مجموعة مفردات لغويّة استحثّها الظرف الموضوعيّ ودلالاته المتبدّلة. وهي علاوة على ذلك أنجزت فرضاً أساسياً من فروض التمايز الاجتماعي، باعتباره أحد المشتقات السياسيّة لفهم طبيعة السلطة. خرجت تلك الدلالات اللغوية من صفوف اللغة وتجاوزت وظيفتها الأساسيّة، فصارت بمثابة الهويّة، ومارست في آن دوراً تقريعيّاً في مجابهة الآخر. وباتت قائمة من المصطلحات تُعين على فهم المتغيّر الاجتماعي بخصائصه الزِلِقَة، وتُنبئ بمقدار الانقسام الاجتماعي الحاصل حول السلطة القائمة منذ حراك آذار / مارس 2011.

في العربية كتب رياض نعسان آغا .. على أبواب أستانة

لم يكن اللقاء المرتقب في أستانة خياراً سورياً، لقد أراده الروس بعد أن حققوا بالتعاون مع الفرس ما رأوه انتصاراً تاريخياً على أحياء حلب الشرقية، وتمكنوا بعد حرب ضروس من إخراج الفصائل المسلحة، ثم دعوا إلى هدنة استثنت «داعش» و«النصرة» مما جعلهم يعلنون أنهم حققوا ما عجز عنه الأميركان من فصل بين مَن يصنفونهم (إرهابيين) وبين من قبلوا أخيراً بتسميتهم معتدلين، ولا بد أن نلحظ دور تركيا في تعديل المزاج الروسي في النظر إلى الفصائل الثورية، وأن نلحظ أن الفصائل وبخاصة في الشمال تقدّر أهمية الدور التركي، وتثق بأن تركيا تحرص على مصالح السوريين، لا سيما أنها تكبّدت الكثير في موقفها السياسي الداعم للشعب السوري في ثورته، ويبدو أن روسيا بعد معركة حلب أرادت استثمار انتصارها العسكري لتبدأ مرحلة جديدة تبدو فيها وسيطاً للخروج من كونها طرفاً رئيساً في الصراع، وأرادت أن تتحاور مع الفصائل دون الهيئات والتنظيمات السياسية المعارضة، مما يجعل المحادثات ذات طابع عسكري محض، رغم ما نتوقعه من محاولة الروس إضفاء طابع سياسي عليها.

 والأمريكيون في أستانا قد يكونون غير مرغوب بهم لجميع الأطراف..

لم تستبعد صحيفة "فزغلياد" أن يكون رفض طهران العلني للمشاركة الأمريكية في أستانا، يعبر كذلك عن الموقف الفعلي لموسكو وأنقرة.

حثت موسكو على عدم التهويل إزاء موقف طهران الرافض لفكرة دعوة ممثلين عن الولايات المتحدة لحضور لقاء أستانا المخصص لمناقشة التسوية السياسية في سوريا. وقالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن "هذا الموضوع نوقش بين الأطراف المشرفة على اللقاء، ولا داعي للتهويل حول وجود خلافات بينهم، وهم على اتصال مستمر لحل القضايا كافة التي ما زالت عالقة".

 

 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق