سالم أبو النصر: ما يجمع مناطق المعارضة هو غياب الحريات

برنامج حكي سوري
برنامج حكي سوري

حكي سوري | 21 يناير 2017 | روزنة

في حلقة اليوم من برنامج (حكي سوري) تستضيف لينا الشّواف الدكتور سالم أبو النصر الذي لا يمكن أن تشاهد وجهه، وتعابيره، إلا وترى آلام حلب كلها، حتى حين يبتسم، تظهر مشاهد المدينة وما جرى بها من قصف ودمار خلال السنوات الثلاث الماضية!.


اعتقل الطبيب بعد الثورة ثلاث مرات، من قبل أمن النظام السوري، كل الاعتقالات كانت في عام 2011، ولم تُثنه عن المتابعة في معارضة النظام ودعم الثورة، حتى اضطر إلى مغادرة مدينته طرطوس، متجهاً نحو لبنان يوم 18 كانون الثاني عام 2012.

بعد سيطرة قوات المعارضة السورية على أجزاء من شرقي مدينة حلب، عاد أبو النصر من منفاه في آذار 2013، ليتابع نضاله ضد النظام في مناطق المعارضة بالمدينة الأكبر في الشمال السوري.

اقرأ أيضاً: هيثم سعد: سنشنقه في شوارع دمشق


يسترجع فترة اعتقاله لدى النظام في سوريا، يقول:" خلال الاعتقال سألني أحد ضباط الأمن، قال لي أنت طبيب، الشعارات التي تطرحها هل تريد كل هذه التضحيات؟ وذلك بصيف الـ2011، كنت منقولاً من طرطوس إلى دمشق، أجبت الضابط بالسؤال: لماذا تضحيات؟ لم لا تقول بذل جهود؟".

يشرح أبو النصر أنّه يرى ما شهدته سوريا من دم وقصف وموت، هو تضحيات، بينما في بدايات الثورة، كان الأمر جهود مبذولة، مؤكداً أن بطش النظام وقسوته وعنفه وغياب الوعي بسوريا عند الشعب أدى للتضحيات، التي هي بالأساس بذل جهد.

ثورة حرية أم ثورة كرامة؟ 

يبدو الطبيب خلال حديثه حاملاً هموم حلب وكل المدن السورية، ينتقد الثورة، من دون خوف، وذلك من حرصه عليها، كأحد أبنائها.

يقول الدكتور:" كلمة ثورة جميلة لها مفاهيمها، ما جرى في سوريا عام 2011 حراك اجتماعي، تأثر بالأشياء التي رآها السوريون عبر محطات المنطقة العربية، أو المحطات الغربية الناطقة بالعربية، رأوا مظاهرات مصر وأحداث تونس، وليبيا واليمن والبحرين، لماذا لم يروا ما جرى بال2005 في لبنان، حينما قال اللبنانيون لجيش بشار الأسد اخرج من بيروت، لا أعرف لماذا لم يروا ذلك؟".

يطرح الطبيب خلال اللقاء أسئلته، لا يتردد، فمن وجهة نظره، يجب تشخيص ما جرى بسوريا لتتم المعالجة، وبحكم متابعته وتجربته، يقوم بإسقاطات تاريخية حول ما جرى بالمنطقة قبل عام 2011، وما جرى بسوريا مؤخراً.

برأي أبو النصر، أن ما أسس للثورات العربية، هو تجربة 14 آذار في لبنان، حين قام الكثير من اللبنانيين بالتظاهر في شوارع بيروت، لإخراج النظام السوري من لبنان. مؤكداً أن ذلك، كان أمراً غير مسبوق في العالم العربي، لأول مرة يتظاهر الناس في الشوارع.

فوائد التجربة!

ولد سالم أبو النصر في محافظة طرطوس، عام 1966، وينتمي إليها، درس طب الأسنان في جامعة تشرين باللاذقية، وتخرج عام 1990. له تجربة طويلة في العمل المدني، ومساعدة الآخرين.

يبدو الإحباط واضحاً على ملامحه حين يتحدث عما جرى في سوريا، وخاصة في فترات تسليح الثورة، وعند سؤاله، أن ثمة من يقول إن الثورة السلمية لا تسقط النظام السوري. يجيب:" نحن كسوريين، تعلمنا كلمة الحرية من البعث، وشعاراته، الحرية التي علمنا إياها البعث هي حرية الشعوب وليست حرية الأفراد، سمعناها مجدداً في مصر ، عيش عدالة حرية، ألا يجب أن نفهم ما هي الحرية؟ وكيف؟". 

يؤكد أبو النصر، أنه في عام 2011، كان ممكن كثيراً أن نتعلم كسوريين معنى الحرية، مضيفاً: "أمس استفزني منشور لأحد الأشخاص على الفيسبوك، قال كنا أحلى لما كنا سلميين، وعلقت بالموافقة، لأننا كنا نتعلم وكنا نعرف أننا نواجه ظلماً، وقتها كلهم كانوا يتعلمون، في زمن الحرب والقسوة والبرميل الذي يسقط إذا سألنا اليوم السوريين ما هي الحرية التي تريدونها؟ ".

اقرأ أيضاً: ديمة أورشو في (حكي سوري): "عودوا إلى أوطانكم" تهجم على العرب بعد فوز ترامب

ما هي الحرية التي نريدها؟

يستشهد الطبيب بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، مؤكداً أن "المادة 19 فيه تقول، إن لكل إنسان حرية الرأي والتعبير والاختيار والضمير والدين، اليوم للأسف بعد 6 سنوات، لا توجد جرأة لمن يقول نريد حرية الرأي والضمير والاعتقال." 

ماذا عن مناطق المعارضة؟ هل توجد فيها حرية تعبير ورأي؟، يجيب أبو النصر:" أعرف الأحياء الشرقية لحلب جيداً، كنت فيها من آذار 2013، حتى كانون الأول ديسمبر 2016، لم يكن هناك حرية رأي، لا نستطيع التعبير عن آرائنا"، مضيفاً:" كنا عايشين سلطة عسكرة فصائلية، بعد سنوات من العيش في مناطق خارجة عن سيطرة النظام، لم أشاهد الحرية".

بعد السلاح؟

خرج الطبيب أبو النصر مجبراً من أحياء حلب الشرقية، الشهر الماضي، بعد اتفاق بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة والفصائل الإسلامية. وصل إلى ريف ادلب، ثم حل في مدينة غازي عنتاب التركية. لكنه ما زال محتفظاً بكل ذكرياتها في سوريا. وفي جعبته الكثير من التفاصيل.

يستمر في تأييده للحراك السلمي، ورفضه للتسليح، لكن عند سؤاله عن كيفية انتصار الثورة المسلحة، يقول:" حين يكون دافع المقاتل حب العدالة والحرية والكرامة، وليس الانتقام والثأر، وقتها سننتصر البندقية، ستنتصر حين تكون بوجه بشار لأجل الحرية، وبوجه العدوان وليس بوجه شخص أو كتلة بشرية أخرى، وقتها سننتصر، وتحقق لنا الشيء الذي نريد، سوريا وطن عادل حر وكريم".

ثوابت أبو النصر واضحة، يذكر دوماً بأن:" سوريا وطن نهائي لكل أبنائه، الجمهورية السورية، الوطن الحر العادل الكريم، كلنا نرفع رأسنا فيه، الآن الوضع سيء، سوريا كانت بالنسبة لنا بلداً، بالثورة سعينا لجعلها وطناً، كان يفترض تحويل سوريا من بلد إلى وطن، وطن يعني مواطنة، يعني حقوق وواجبات". 

يحتاج الحديث مع الرجل الكثير من الوقت، ورغم الإحباط وخيبات الأمل الكثيرة التي مر بها وعاش فصولها على الأرض، إلا أنه يحمل بعض الأمل.

يختم الطبيب حديثه:" على أمل أن يتعلم ثوار الحرية والكرامة، ويفرزوا أنفسهم عن الكثير من الخطابات الموجودة والتطرف، كما فرزوا أنفسهم عن نظام الأسد، الذي نعتبره نظاماً مستبداً طاغياً، ابتعدوا عن التطرف.الخطر علينا قبل أن يكون على الغرب. إذا لم يعي السوريون مأساة الإرهاب والتطرف، سنذهب نحو مزيد من التدهور. التطرف خطر على وطننا سوريا".

 

لمعرفة المزيد.. تابعوا الحلقة كاملةً:


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق