تنوعت الصحف اليوم في تناولها للموضوع السوري و تبايبنت ما بين مناقشة فكرة الثورة و إعلان نهايتها من عدمه بعد سقوط حلب، و بين التطور المفاجئ في تقدم تنظيم داعش في دير الزور وصولا إلى مناقشة الإتفاقات الإقتصادية الجديدة التي تم التوقيع عليها ما بين حكومة النظام السوري و الحكومة الإيرانية، و الأبعاد العميقة لهذا المستجد.
. و نبدأ بما كتبه بكر صدقي في القدس العربي تحت عنوان "ما وراء القول بانتهاء الثورة السورية" و يتطرق الكاتب لما يعتقده أنصار نظرية «الثورة انتهت» أن حجتهم أصبحت دامغة بعد سقوط حلب وهزيمة الفصائل العسكرية التي كانت متمركزة فيها.
يؤكد صدقي أن أنصار الثورة لا يجدون حرجاً في نقدها، نقد سلاحها وأسلمتها والنزعات الطائفية فيها وانتهاكات مسلحيها بحق السكان وسقطات معارضتها السياسية جميعاً.
فلا شيء فوق النقد في بيئة الثورة. وهكذا يعتقد خصوم الثورة أن نقد الثورة لذاتها فرصة مناسبة لضربة قاصمة تنهيها مرة واحدة. متناسين أنهم لا يملكون بديلاً يتمتع بأقل جاذبية
وعن التطورات و مستجدات الأخبار الواردة من دير الزور تطرقت صحيفة "إيزفيستيا" في مقال بعنوان " السوريون قد يفقدون دير الزور" إلى المعارك الدائرة في منطقة دير الزور؛ مشيرة إلى بدء "داعش" هجوما واسع النطاق على مواقع القوات الحكومية و تعود الصحيفة إلى ما قاله مدير مركز الدراسات الاستراتيجية إيفان كونوفالوف،و الذي أكد فيه ، إن من الصعب تقييم أهمية الانتصار في حلب، لأنه أصبح محركا للعملية السياسية.
وربط الخبير مفاوضات أستانا بهذا الانتصار. ومع ذلك، فإن تأزم الأوضاع في دير الزور كان متوقعا في سياق الأحداث الجارية في سوريا والعراق و أشار كونوفالوف أن الوضع تغير حاليا. فالتنظيم يتراجعون في الموصل، والكرد يهددونهم في الرقة، ودونالد ترامب الذي سينصب رئيسا للولايات المتحدة، مستعد لمحاربة الإرهاب بالتعاون مع روسيا. أي أن "داعش" مقبل على أوقات صعبة جدا، لذلك توجه نحو دير الزور، باعتبارها المكان الوحيد الذي يمكنه تحقيق انتصار فيه.
الكاتب بشير البكر يلقي الضوء على تعزيز الوجود الإقتصادي لإيران في سوريا و كتب في مقاله المنشور في العربي الجديد تحت عنوان "سورية.. لا مستقبل لإيران" و يقول في مقاله أن هناك فواتير مستحقّة على النظام السوري تسديدها ، تتعلق باعتماد مالي قديم كانت فتحته طهران له بقيمة 4.5 مليارات دولار و يشير إلى أن إيران تريد بناء عدة مشاريع تجعل من وجودها أمراً واقعاً وراسخاً. ولذا، ستباشر قريباً مشروعاتٍ حياتيةً ذات طابع نفعي سريع، مثل شركة الهاتف الخليوي والكهرباء والمياه والزراعة، من دون أن تغفل المشروعات ذات الصبغة الاستراتيجية، مثل المطارات والمرافئ.
و برأي البكر لا يقف الاستحواذ الاقتصادي الإيراني على الاتفاقات الخمس التي تم توقيعها خلال الأيام الأخيرة، بل هناك حركة إيرانية دؤوبة ، على شراء الأراضي والعقارات في العاصمة دمشق، والمحافظات الأخرى..
و يسأل في مقاله هل هذا الوضع قابل للديمومة؟ و يجيب بأن كل المؤشرات تؤكد أن هذا الوضع مرتبط، أولاً وأخيراً، بوجود الأسد وبطانته في الحكم، وفي اليوم الذي يغادر هؤلاء، فإن كل الحضور الإيراني يصبح على كف عفريت