في جولة الصحف العربية و المحلية كان العنوان الأبرز للشأن السوري هو مؤتمر أستانا ، و تباينت الآراء حول ما يمكن أن يحقق من نتائج في الوصول الى حل سياسي .
البداية كانت مع مقال علي الأمين في العرب اللندنية و تحت "عنوان التمدد الإيراني وإسرائيل يختبران مؤتمر أستانة " و الذي أوضح فيه إن التقارب التركي – الروسي وفر القاعدة الأساس التي ارتكز عليها اتفاق الهدنة .
و من وجهة نظر الكاتب الأمين فإن إيران ورغم إعلانها موافقتها مرغمة على السير في ركاب هذا التقارب ، إلا أن ذلك لم يخف الانزعاج الإيراني من وقف العمليات العسكرية، لاعتقادها أن فرص الحسم العسكري لصالح تثبيت سلطة بشار الأسد على كامل سوريا كانت متاحة بعد انتصار حلب .
و بحسب الأمين بعد ست سنوات تقريبا على انطلاق الثورة السورية، فأن قدرة النظام على إعادة إحياء سلطته بنفس الشروط السابقة باتت مستحيلة.
و على عكس المقال السابق أبدى عبد المنعم علي عيسى في صحيفة الوطن السورية قلقه من تثبيت أنقرة حلفائها من المعارضة السورية على الخريطتين السياسية والعسكرية السورية.
و يبين علي عيسى أن أحد أسباب القلق من نتائج المؤتمر تتمثل في ارتفاع منسوب التوافق الروسي- التركي في الآونة الأخيرة وأي نظرة واقعية تؤكد أن المحور الإيراني- السوري سوف يتأثر بذاك التطور المفاجئ وإذا ما كانت حالة «التلاقي» بين أنقرة وموسكو قد ساهمت بشكل إيجابي في الوصول إلى حلب كانون الأول 2016 فإن من شأن حالة «التماهي» بينهما أن يكون لها تأثير سلبي في مسار التسوية السياسية السورية " .
ليس بعيداً عما طرحه الكاتبان ، كتب جوان مجدل بيك في جيرون "سواء أنجح الاتفاق بين روسيا وتركيا، وانتهى إلى حل سياسي للأزمة السورية، ستستغل تركيا هذا الاتفاق؛ لمنع قيام كيان كردي في شمالي سورية، و لمنع “حزب الاتحاد الديمقراطي” من الوصول إلى ما يصبوا إليه ".
و تساءل الكاتب عن الجهة التي سوت يتدخل لمساندة “وحدات حماية الشعب” ؟ مفترضاً أن روسيا لن تتدخل، و أن الرهان على الولايات المتحدة من “حزب الاتحاد الديمقراطي” رهان خاسر ، و خاصة بعد ما جرى ويجري في سورية من تحولات واتفاقات جديدة، ينبغي عليه مراجعة سياساته، وتعديلها، وإلا فإنه سيكون الخاسر الأكبر على الساحة السورية ".
يمكنكم الاستماع إلى التسجيل الصوتي الخاص بالحلقة للتعرف على مزيد من الأفكار التي ناقشها الكتاب .