كما كان متوقعاً، لم يصمد وقف النار في سوريا، وجرى اختراقه في شكل رئيسي من قوى النظام والميليشيات التابعة لإيران. قد لا يعني ذلك انهياراً كاملاً، لأن القوى التي أقرته، اي روسيا وتركيا، ستسعى الى إعادة تفعيله، تمهيداً للمفاوضات التي ستجرى في عاصمة كازاخستان هذا الشهر وفي جنيف في الشهر المقبل. السؤال الفعلي المطروح الآن، هل يمكن هذا الاتفاق ان يحقق الهدف من إعلانه اي إنجاز تسوية تنهي الحرب السورية؟ وما الألغام المزروعة في وجه هذه التسوية؟.
ليس من شك أن روسيا وتركيا ترغبان في إنجاز تسوية، فروسيا تعتبر أنها حققت الكثير من المهمات التي وضعتها لنفسها في سوريا. صحيح أنها لم تستطع إنهاء الحرب على كل الأراضي السورية، لكنها أنقذت، بتدخلها العسكري الضخم، النظام الأسدي من السقوط، كما حققت نصراً مادياً ورمزياً من خلال استعادة مدينة حلب من المعارضة. كل التصريحات والممارسات العملية توحي بأن روسيا لا تريد التورط أكثر في الحرب السورية، ولا تريد ان تتحول سوريا إلى أفغانستان أخرى لجنودها.
وتتابعون: صواريخ إسرائيلية تقصف مطار المزة العسكري السوري.. لماذا الآن؟، قراءة في واقع الحسكة.. سكونٌ مؤقت وصراعٌ مؤجل.