كتب عبد الرحمن الراشد في موقع العربية نت اليوم
ضمن مشروع التفاوض على الحل السياسي لإنهاء الحرب في سوريا، يصر الروس والإيرانيون على بقاء بشار الأسد رئيسًا، متعهدين بأنه فقط لما تبقى من فترة حكمه الحالية «احترامًا للدستور»، مع تشكيل حكومة تمثل فيها القوى المعارضة، ووعود بصلاحيات مستقلة للأقاليم والمحافظات.
ومن يسمع هذا العرض المغري سيقول إن كان هذا هو الشرط للسلام فمرحبًا به، وبالفعل لا يبدو بقاء الأسد مشكلة لو أن هناك من يَضمن تنفيذ التعهد.
لكن توجد علتان فيه؛ الأولى أن الرئيس ربح الانتخابات ولا أحد يعرف كيف، خصوصًا أنها نفذت وسط الحرب الرهيبة في منتصف عام 2014، فكيف سيتم إخراجه عندما يستتب له الحكم بالكامل وتنزع أسلحة المعارضة؟
والعلة الثانية أن موعد نهاية رئاسة الأسد بعيدة جدًا، 2021، أي ستمر أربع سنوات طويلة أكثر من كافية لتتم فيها تصفية كل القوى المعارضة وشبه المعارضة.
الاقتراح الروسي للبقاء المؤقت، هو في الواقع حكم مؤبد، وعلى المعارضة أن تدرك أنها إن قبلت به عليها التخلي تمامًا عن كل شيء والقبول بالعودة لما قبل انتفاضة عام 2011، وألا تحلم أبدًا بشيء مما كانت تطالب به، وأن كل ما توعد به من حكومة مختلطة، وضمانات دستورية، وقوانين مستقلة للمحافظات لن تكون لها قيمة لاحقًا.
في الوطن الموالية للنظام كان سهام يوسف مقال بعنوان طاحونة دمشق وغربال أستانا
عن اجتماع استانا وكتبت قائلة
بكل تأكيد لن يكون مؤتمر أستانا المزمع عقده بتاريخ 23/1/2017 هو هذا المؤتمر الذي تبنى عليه الآمال العريضة للتمسك بخشبة الخلاص التي يتطلع إليها السوريون ويعملون جاهدين للتعلق بها علّها تنقذهم من الغرق في بحر الإرهاب الهائج الذي بلغت أعماقه مسيرة ستة أعوام عانوا خلالها ما عانوه من شتى أنواع القهر والظلم والتآمر والإرهاب والتدمير والتهجير، وبالرغم من ذلك فقد استطاع الشرفاء منهم الإبقاء على سورية صامدة مقاومة رغم ما أصابها من جراح ويجهدون في توجيه شراع سفينتهم لتستقر عند شاطئ الأمان والسلام.
وبكل تأكيد يمثل هذا المؤتمر محطة هامة ونقطة تحول فارقة في مسار الحرب التي تشهدها سورية بالرغم من التباين في الآمال المعقودة عليه والأهداف المرجوة منهُ بين الأطراف العاملة على انعقاده وإنجاحهِ والأطراف الراغبة في إجهاضه وإفشاله، وهو بالنسبة للسوريين سيكون الغربال الذي سيفرز الغث من الثمين.. بين من يعملون للمحافظة على سورية دولة تعددية ديمقراطية علمانية موحدة.. وبين من يعملون على إلباسها جلباب السواد والتشدد.. وبين من ينشدون إضعافها وتجزئتها.
ولقد كان لإعلان وقف الأعمال القتالية أثره الكبير داخلياً وإقليمياً ودولياً والذي تزامن مع الدعوة لعقد مؤتمر أستانا بل مهّد له.. فقد أحرج هذا الإعلان تلك الدول الراعية والداعمة للجماعات والتنظيمات الإرهابية المسلحة.. بين أن تنصاع وتضغط على أدواتها للامتثال لهذا القرار .. وبين أن تُصنف في قوائم ولوائح الإرهاب..