تبدو روسيا محور الحركة السياسية الدولية المتعلقة بالوضع السوري، لكنها لن تتراجع عن استراتيجيتها في سوريا وعن السياسة التي رسمتها حيال التعاطي مع هذا البلد، تحت أي ظرف، وخصوصاً في موضوع حلب. فثمة تصميم روسي على إسقاط المدينة مهما كلف الأمر، بحسب مصادر ديبلوماسية قريبة من موسكو.
وتؤكد المصادر أن روسيا تستفيد حالياً من الظرف الدولي السائد لتعزيز توجهها في سوريا، فالإدارة الأميركية مشغولة بالانتخابات الرئاسية، وهي عندما كانت في عزّ نشاطها لم تتدخّل في سوريا، ويستبعد أن تتدخّل في هذه المرحلة، إذ من الصعب أن تقوم بتغييرات جذرية في سياستها في مرحلة الانتخابات والمرحلة الانتقالية إلى حين تسلّم الإدارة الجديدة ولايتها في 20 كانون الثاني المقبل. ويجب الانتظار حتى الربيع المقبل لبدء الإدارة الجديدة ببلورة أي توجهات معينة، بعد أن تكون قد درست الملفات.
وتعتبر روسيا أيضاً أن الأوروبيين لن يقفوا في وجهها، ويصف بعض خبرائها أوروبا بأنها باتت «القارة العجوز» إذ ليس لها قرار في الملفات العالقة. وتشعر روسيا في هذه المرحلة بأن لا شيء يتهدد مصالحها، ولا عقبة أمام طموحاتها، وخصوصاً بعد الاتفاق مع تركيا حول تقاسم الأدوار في سوريا، حيث تغض النظر عن الدور التركي. وتركيا أيضاً تحترم مصالح روسيا في سوريا.
وتتابعون أيضاً: دولة عميقة منظمة تحكم العالم، الفاتيكان وخمير الفريسيين: حلب ليست غروزني.