كتب صبحي حديدي.. حلب ليست غروزني

كتب صبحي حديدي.. حلب ليست غروزني
سوريا في المانشيت | 22 أكتوبر 2016

كتب صبحي حديدي في صحيفة القدس العربي: "زائر الموقع الرسمي لإذاعة الفاتيكان يعثر على موادّ كثيرة تخصّ معاناة السوريين عموماً، وأهل حلب بصفة خاصة. وتنقل الإذاعة، على لسان البابا فرنسيس نفسه، نداءات تعاطف وإشفاق وقلق، في ما يتصل بأعمال القصف تحديداً، والحثّ على إجلاء المدنيين، والأطفال أولاً. وفي واحدة من أحدث مقابلاته العامة مع المؤمنين، قال البابا: «يتجه فكري مرة جديدة إلى سوريا الحبيبة والتي تعاني بشدة»، مضيفاً أنه يتحد مع سكان حلب في معاناتهم، من خلال الصلاة والقرب والروحي. وإذ عبّر عن ألمه العميق وقلقه الشديد إزاء ما يحصل في هذه المدينة، حيث يموت أطفال ومسنون ومرضى وشباب كما نقلت الإذاعة، جدّد البابا دعوة الجميع إلى الالتزام بحماية المدنيين لكونه واجبًا إلزاميًا وملحاً: «أتوجه إلى ضمير المسؤولين عن عمليات القصف الذين سيحاسبون أمام الله!.

وإذا صحّ أنّ المرء، الناظر إلى الحال هذه من زاوية واقعية مبسطة، وبصدد الملف السوري في حصيلته الراهنة، لا ينتظر من الفاتيكان ما هو أبعد، أو أكثر، من مواقف التعاطف الروحي؛ سواء صيغت بلغة إنجيلية مفعمة بالألم، أو ذهبت أبعد فألمحت إلى الحساب يوم الدين، أو التزمت الحدود الدبلوماسية التي لا تخرج بها عن الحياد إلا في مستوى التآخي الإنساني مع العذاب. فهل يتوجب، أخلاقياً أولاً، ثمّ تاريخياً تالياً، أن يكون العكس هو الصحيح: أي أن ينحاز الفاتيكان إلى الضحية والقتيل، ضدّ مجرم الحرب والقاتل، وأن يسمّي الأساء بمسمياتها الفعلية، بوضوح وصراحة، دون تلطيف وتشذيب، ثمّ دون حيادية لا تنتهي إلى المثالية الصرفة بل إلى المواربة كذلك؟

سؤال وجيه، بالطبع، رغم أنّ التاريخ لا يقدّم عليه إجابة شافية، بل لعلّ مواقف الفاتيكان تشير إلى النقيض. هنالك، أولاً، ميل الكنيسة إلى تسويات ما تزال جزئية فقط، أو مجتزأة ناقصة، في الملفّ الأكثر حساسية، والأعلى مسؤولية أخلاقية في الواقع؛ أي مواقف الصمت أو التواطؤ أو حتى المباركة، التي اتخذتها بعض المؤسسات الكاثوليكية إزاء الجرائم النازية. وعلى سبيل المثال، في خريف 1997، أقرّت الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية، بعد 57 سنة، أنّ صمتها المطبق على ترحيل 75 ألف يهودي إلى المعسكرات النازية (لم يبق منهم على قيد الحياة سوى ثلاثة آلاف) لم يكن سلوكاً مسيحياً لائقاً، وهو بالتالي يستوجب الاعتذار العلني وبأفصح العبارات".

ومن صحف اليوم أيضاً اخترنا: من صحيفة الشرق الأوسط "هل انتهى داعش فعلاً أم أنه باق؟"،  وكتب عبد الرحمن الراشد "العالم لن يموت من أجلنا" مع موقع العربية نت.

 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق