كتب سمير صالحة.. لماذا حرّك أردوغان الرماد تحت اتفاقية لوزان؟

كتب  سمير صالحة.. لماذا حرّك أردوغان الرماد تحت اتفاقية لوزان؟
سوريا في المانشيت | 19 أكتوبر 2016

لا أحد يعرف لماذا اختار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، فرصة لقاءاته الدورية مع المخاتير الأتراك للحديث عن جرح اتفاقية لوزان عام 1923 العميق، وما تسببت به من تقليصٍ لجغرافيا الدولة التركية الحديثة، وإلزامها بالتنازل عن 80% من مساحتها، لكنّ كثيرين هم من يعرفون أن كلامه هناك يحمل أكثر من رسالةٍ تاريخيةٍ وسياسيةٍ إلى الخارج قبل الداخل. واتفاقية لوزان توحّد الأتراك يوماً وتفرقهم يوما آخر. هي من المفترض أن تكون اتفاقية التأسيس للدولة التركية الحديثة، بعد تفكّك الامبراطورية العثمانية، لكنّ إسلاميين كثيرين يقولون إن هذه الاتفاقية كانت سبباً في فقدان دول ومناطق عديدة في إطار مساومةٍ خاسرة.

يقول أردوغان: “هناك من يريد إقناعنا بأن معاهدة لوزان انتصار لتركيا وللأتراك.. هدّدونا بمعاهدة سيفر في 1920، ليجعلونا نقبل معاهدة لوزان عام 1923”. ويتابع “لوّحوا لنا بالموت لنقبل بالعاهة الدائمة”. إما أن أردوغان يريد استغلال الظروف المحلية والإقليمية، والحصول على دعم الشركاء والحلفاء، لكسب مزيدٍ من التأييد في التدخل العسكري التركي في شمال العراق، بعدما نجح في خطة شمال سورية، لتحصين خط حلب الرقة الموصل التاريخي، كما يقول بعضهم، أو أنه يتسلح بارتدادات اتفاقية لوزان “لن نقبل أي سيناريو لا تشارك تركيا فيه”، ليكون جزءاً من المعادلة التي ستصوغ الخرائط الجغرافية والسياسية في الجوار التركي.

تركز الجدل في تركيا بعد هذه التصريحات على كلام مختلف للرئيس التركي، هذه المرة، يتناقض مع ما قاله قبل سنوات في احتفالات ذكرى توقيع الاتفاقية التي وصفها بأنها وثيقة تأسيس تركيا الحديثة، فما الذي دفعه إلى تغيير رأيه؟ وما الذي قاده إلى فتح دفاتر لوزان على هذا النحو؟ ولماذا قرّر إنزال الملفات ومسح غبارها المتراكم؟

 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق