كتب إياد الجعفري في المدن، عن سيطرة فصثائل المعارضة على قرية "دابق" وخروج تنظيم "داعش"، وتداعيات الأمر: "بخلاف التنظيم، الذي يبدو أنه يحضّر لخسارته المرتقبة للبلدة، عبر التقليل من رمزيتها الدينية، التي سبق أن قام هو نفسه بالرفع من شأنها، يُعلي الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، من الرمزية التاريخية للبلدة، حينما خصّها بحيز من تصريحه الذي تحدث فيه عن تقدم عملية "درع الفرات".
ولا يخفى على المراقبين غايات أردوغان، الترميزية، من توكيد الإشارة إلى "دابق". لكن، لا يبدو أن الرمزية التاريخية للبلدة، تتكرر بالمنحى الذي عاشته المنطقة قبل خمسة قرون، تماماً. وذلك لا ينفي وجود زوايا مشتركة تجمع بين ما عنته معركة دابق قبل أكثر من خمسة قرون، وبين ما تعنيه هذه المعركة اليوم.
فكما عنت معركة دابق قبل خمسة قرون تهالك "دولة المماليك"، تمهيداً لانهيارها الأخير.. تُوحي معركة "دابق" اليوم بالمزيد من التهالك لـ "دولة الأسد"، مع التمدد البريّ للأتراك على الأرض التي كانت سابقاً، خاضعة له، بتوافق غير معلن مع حليفه الروسي، على الأقل. وكما عنت المعركة في التاريخ، دخول العثمانيين إلى الشام، كقوة مسيطرة.. تُوحي المعركة اليوم، خاصة مع امتداداتها المحتملة إلى الرقة، بنزول تركي جدّي، إلى شمال البلاد، كقوة مسيطرة.
أما التجليات المختلفة لتلك الرمزية التاريخية اليوم، فهي أن معركة "دابق" الراهنة، تأتي في سياق تعدد الأقطاب الإقليمية والدولية المتصارعة على الأرض السورية، ووصول صراعها إلى مراحل متقدمة، تورط فيها معظم المتصارعين في الصراع، بصورة مباشرة.
وتُوحي معركة "دابق" اليوم، بالمزيد من هذا الانخراط المباشر للمتصارعين في سوريا، لتذوي الرمزية الدينية، لصالح رمزية تاريخية، تجعل من معركة تجري على أعتاب "دابق"، من جديد، وبعد خمسة قرون، إيذاناً بعهد جديد، لكن ليس في سوريا، هذه المرة، بل في كامل الإقليم، وعلى مستوى النظام الدولي، حيث التعددية القطبية تُلهب المعارك الميدانية، ويتكاثر اللاعبون، فيتعقد المشهد، وتتشوش الرؤية، وتختلط الأوراق، فتكون الخاتمة غامضة، وربما خطرة أيضاً، ليس على السوريين، فهم بكل الأحوال حطب لهذا الصراع منذ عدة سنوات، بل هذه المرة، على المتصارعين أنفسهم".
ومن صحف اليوم اخترنا أيضاً: كتب نصري الصايغ في صحيفة السفير "سلام سيء لسوريا"، وكتب إياد أبو شقرا في الشرق الأوسط "شرق أوسط أوباما بين التكبيل والتواطؤ".