بعدما استعملت موسكو الفيتو للمرة الخامسة دفاعاً عن النظام السوري، وأسقطت مشروع القرار الفرنسي الإسباني الذي يدعو الى وقف النار، لست أدري ماذا يمكن الإجتماعين اللذين سيعقدان اليوم في لوزان وغداً في لندن، ان يغيّرا من المسار الواضح الذي قرره فلاديمير بوتين، أي إستعجال الحسم في حلب قبل وصول الإدارة الأميركية الجديدة الى البيت الأبيض.
إجتماع لوزان اليوم سيكون مراوحة أو بالأحرى مراوغة داخل الدائرة المفرغة، يقدمها الثنائي جون كيري وسيرغي لافروف امام عدد من وزراء خارجية دول المنطقة المهتمة بالأزمة السورية، لكن هذا في النهاية لن يغيّر شيئاً من الواقع في حلب، والحديث عن مقاربة متعددة الطرف لوقف النار وإستئناف توزيع المساعدات الإنسانية وحل النزاع، يأتي في سياق الأمنيات التي لن تتحقق، والدليل ان النظام السوري أكد أمس استثناء أحياء حلب الشرقية من وصول المساعدات.
أهم من كل هذا ان محاولات واشنطن الحديث عن بدائل من الحل الديبلوماسي والتلويح الشكلي بقصف مناطق النظام، جبهت بتصعيد التدمير الروسي في حلب وبتهديدات صريحة بأن هذا يمكن ان يزلزل المنطقة وبالإسراع في نصب صواريخ "أس ٣٠٠" في طرطوس، ولأن النظام يتقدم في حلب من الطبيعي ان يلتف لافروف على أي محاولة لوقف هذا الزخم خوفاً من إعادة المعارضين ترتيب وضعهم في حلب.
ولأن الكلمة في حلب للميدان ستكون الكلمة في لوزان للافروف، بمعنى ان يكون أي اتفاق لوقف النار مشروطاً بتنفيذ اتفاق جنيف وفق الأجندة الروسية التي لا تتمسك ببقاء بشار الاسد في السلطة فحسب بل تتيح له الإشتراك في الانتخابات المقبلة، وهذا المخرج يلقى بالطبع تأييداً ايرانياً.
وتتابعون: أهداف روسيا والنظام السوري من التصعيد في حلب، سوريا وامتحان مجلس الأمن.