في مقال موناليزا فريحة لجريدة "النهار": عندما تقصف قوات التحالف الدولي موقعاً للجيش السوري، عمداً أو خطأ، وتقتل جنوداً من جيش يشارك في الحرب، تقوم الدنيا ولا تقعد، وتنبري بثينة شعبان لتحليل “التخطيط الممنهج والمسبق” لتلك الغارات، ويسارع المندوب الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين الى التنديد بـ”التهور” الاميركي، ويتسابق المسؤولون الاميركيون للاعتذار وربما طلب السماح. ولكن عندما تقصف طائرات النظام أو روسيا قافلة مساعدات إنسانية يفترض أنها لفريق محايد ولا علاقة لها بأي من أفرقاء النزاع الذين لا يعدون ولا يحصون، يخرس جميع أولئك المنظرين بالخطط الممنهجة والتهور.
قلب النزاع السوري كل المعايير. لم يعد جديداً القول إن هذه المأساة لا تشبه إلا نفسها. بمقاييس القانون الدولي، ليس استهداف قافلة تنقل مواد غذائية لمدنيين محاصرين أقل من جريمة حرب يتعين إنزال أقصى العقوبات بالمسؤولين عنها. أما السكوت عنها أو التهاون في الرد عليها فلن يكون أقل من ضوء أخضر للمتحاربين لتكرار جريمتهم مرات ومرات وتمزيق ما تبقى من هيبة القانون الدولي والمؤسسات الدولية.
لن يكون “غضب” ستافان دو ميستورا حيال ما حصل كافياً لاعادة الاعتبار الى دوره في سوريا، ولن يؤدي تعليق وكالات الامم المتحدة نشاطها في سوريا إلى ردع النظام وحلفائه عن تكرار جريمتهم، إذ ليس التجويع إلا عموداً أساسياً من استراتيجيته الحربية، وليس للاعتبارات الانسانية حيز واسع في حساباته للاحتفاظ بالسلطة.
وفي جولة الصحافة لليوم: كتبت هدى الحسيني "إيران تنبش خطة الخميني لإنشاء كتلة إسلامية شيعية!"، وكتبت ابتسام تريسي "أردوغان آخر السلاطين الأشرار"، فيما كتب دلير يوسف "اللاجئون السوريون وإثبات حسن النية".