كتب عمر قدور.. تعفيش صلاة العيد

كتب عمر قدور.. تعفيش صلاة العيد
سوريا في المانشيت | 13 سبتمبر 2016

ليست مفاجأة خارجة عن سياق النظام أن يتقصد بشار الأسد أداء صلاة العيد في داريّا، فالحس الانتقامي لديه شخصياً كان واضحاً في عدة مناسبات، بل كان واضحاً منذ تكذيبه بنفسه الأوهام التي أحاطت بتوريثه السلطة بعد وفاة أبيه. وكان واضحاً أيضاً منذ خطابه الأول بعد اندلاع الثورة، عندما خرج ضاحكاً في مجلس شعبه، وفي الحديث الذي نُقل عنه عندما التقى بعضاً من أهالي درعا، وقال لهم إن دماء أطفالهم مقابل الأذى الذي ألحقوه بتمثال أبيه. وإذا صحَّ عموماً الحذرُ من تأويل الأحداث السياسية على محمل شخصي فهذا لا يصحّ في حالتنا، أي لا يصحّ استبعاد العامل الشخصي لبنية حكم عائلية أصلاً، ومن ثم استبعاد البنية الانفعالية للمتسلط وتأثيرها العام. ففي حالة داريا، كمثال على حالات مشابهة، لم يكن كل ما حصل إثر مغادرة المقاتلين والسكان يخرج عن سياق متكامل ينسجم فيه النظام مع نفسه، بدءاً من الرأس. بمعنى، كان ينبغي أن يصلّي بشار في المكان الذي دمّره وهجّر سكانه جميعاً، ثم تولت قواته وشبيحته السطو على كافة الممتلكات، تلك القوات التي نحتت مصطلحاً خاصاً بها هو التعفيش، لتأتي صلاة العيد أخيراً استكمالاً لمفهومَي الانتقام والتعفيش. لا مغزى لأداء الصلاة في مدينة عدد سكانها صفر سوى تعفيش هذه الصلاة بغياب أصحابها الأصليين، وهي أيضاً تعفيش من جهة عدم احترام الصلاة ذاتها من قبل شخص تصوره دعايته أمام الغرب كعلماني وسط قوم من المتعصبين، ذلك إذا لم نأخذ بالحسبان زلاته في عدة صلوات بروتوكولية، تفضح عدم معرفته بقواعد الصلاة. المسألة ليست انتقاماً من قائد عسكري يصلّي صلاة المنتصر، هي تماماً في ذلك السطو على الفضاء الرمزي للسكان، بعد تهجيرهم والسطو على ممتلكاتهم، وهي في ذلك الحقد الدفين الذي يرى عيده فيما خلّفه من دمار. 

لقراءة المقال كاملاً: (اضغط هنا)

وتتابعون أيضاً: ما هي الحرية الحقيقية التي قصدها الأسد في داريا؟، الاتفاق الأمريكي ـ الروسي حول حلب: الشيطان في التفاصيل، لأمريكيون لن يتخلوا عن الأكراد.

 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق