كتب عمر قدور.. "نائب المراقب العام يغرّد"

كتب عمر قدور.. "نائب المراقب العام يغرّد"
سوريا في المانشيت | 11 سبتمبر 2016

يقول قدور في مقاله بصحيفة الحياة.. في نهاية آب المنصرم، نشر موقع الإخوان المسلمين على تويتر تغريدة منسوبة إلى نائب المراقب العام، يقول فيها إن ثورة السوريين الحالية امتداد لـ"ثورة" 1980.

التغريدة أثارت سخرية على وسائل التواصل الاجتماعي، لا تزيد عن السخرية التي يثيرها أشخاص، أو أصحاب أحزاب لا يزيد عدد منتسبيها على أصابع اليد، يكررون فيها القول نفسه، ويذكّرون بقول قديم لميشال عفلق مفاده: "أنا الحزب".

لا يقول نائب المراقب إن الثورة امتداد لنضالات السوريين جميعاً في عهد الاستبداد، هكذا من دون تفريق، ويتغاضى عن الفوارق الشاسعة بين بداية تحرك جماعته عام 1980 ومجمل التحركات الشعبية عام 2011.

وبالطبع لا يخلو سعيه إلى الدمج بين التحركين من تجاهلٍ لأمرين مترابطين، أولهما وصول أنظمة الاستبداد القديمة إلى حائط مسدود بالمفهوم التاريخي، واندلاع شرارة «الربيع العربي» التي ألهمت السوريين، بما ينفي عن تحرك جماعته قبل ثلاثين عاماً كونه مصدر إلهامهم.

لن تكون بشارة سارة أيضاً، أن تأتي هذه التغريدة مع تسمية إحدى معارك حماة باسم "مروان حديد"، بعد أن سبقها إطلاق اسم "إبراهيم اليوسف" على معركة فك حصار حلب.

المُشترَك في هذا المضمار محاولة اصطناع سياق بين حالتين منفصلتين ومتباعدتين مفهومياً وظرفياً، وإذا كانت التسميات الإسلامية للكثير من الفصائل قد أثارت شكوكاً قوية إزاء نياتها، أو إزاء نيات داعميها، فتخصيص الأسلمة بمرجعيتها الإخوانية لا يعطي إشارة أفضل حالاً، لا للخارج فحسب وإنما للداخل السوري بمختلف أطيافه.

يناسب تغريدة نائب المراقب العام أن توصف بأنها محاولة وضع اليد، أو الاستيلاء، على مُلْك عام، كذلك ينطبق هذا الوصف على أقوال من هنا وهناك تتهم الإخوان بالاستيلاء على الثورة، لأن قسماً كبيراً من الأخيرة يتضمن، تصريحاً أو تلميحاً، القول بامتلاك الثورة، أو بالأحرى محاولة الاستيلاء عليها، ولو كذكرى قبل سرقتها المزعومة. أما القول بنجاح النظام في تخريب الثورة، بإطلاق سراح المعتقلين الإسلاميين، فأصبح لكثرة ترداده لا يقول شيئاً عن واقع تدويل المسألة السورية، أو يتحاشى القول.

وفي جولة الصحافة أيضاً.. كتب فهد الخيطان في الغد "هل اقترب الحل في سوريا"، وكتب رضوان السيد في الاتحاد "الحل السوري.. أعباء ومكاسب".

 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق