كتب خير الله خير الله.. تقسيم التركة السورية وحماية إسرائيل

كتب خير الله خير الله.. تقسيم التركة السورية وحماية إسرائيل
سوريا في المانشيت | 02 سبتمبر 2016

في كلّ مرّة كـان النظام السـوري على حـافة السقوط النهائي، كانت هناك قوة خـارجية تهـبّ لنجدتـه وذلـك بغيـة تمكينه من استكمال المهمة الموكولة إليه والتي تتمثـل في الانتهـاء مـن سـوريا التي عرفناها.

بين العام 2011، تاريخ اندلاع الثورة الشعبية في سوريا، وهي الثورة الشعبية الحقيقية الوحيدة في المنطقة، سارعت إيران إلى إنقاذ النظام غير مرّة، بالمال والسلاح والرجال، وذلك قبل أن يأتي دور روسيا في عملية الإنقاذ.

فعلت إيران ذلك لأسباب مرتبطة بمصلحتها في بقاء نظام أقلّوي في البلد من جهة ولأن سوريا في عهد بشّار الأسد، وقبله في عهد والده، كانت الجسر إلى الاستثمار الأهمّ لديها خارج أراضيها من جهة أخرى. هذا الاستثمار متمثّل في “حزب الله” اللبناني الذي تحوّل مع مرور الوقت إلى لواء في “الحرس الثوري” الإيراني يعمل في لبنان وخارج لبنان، وصولا إلى اليمن والعراق تحديدا، مرورا، طبعا، بسوريا نفسها.

كانت المهمّة الأولى لـ”حزب الله” في السنوات الأولى من نشأته تغيير طبيعة المجتمـع الشيعي في لبنـان ووضـع اليـد عليه وعلى حركة “أمـل”. نجح في ذلك إلى حدّ كبير. نجح أيضا في تغيير طبيعة مناطـق معيّنة، بمـا في ذلك بيروت والضاحية الجنوبية التي هجّر منها مسيحييها، فيما أقام قواعد دائمة له في الأحياء السنّية للعاصمة اللبنانية. هل ينجح “حزب الله” في مرحلة ما بعد اندلاع الثورة السورية في تغيير طبيعة دمشق والمناطق المحيطة بها في إطار المشروع التوسّعي الإيراني الذي يستهدف دولا عدة على رأسها العراق وسوريا ولبنان، فضلا عن البحرين طبعا.

سقـط النظام السـوري منـذ مـا قبـل اندلاع الثـورة الشعبيـة وذلك لأسبـاب متعلقـة بتكوينه من داخل. كل المـحاولات التي قام بها حافظ الأسد، بما في ذلك المجازر التي ارتكبها في حلب وحماة ومناطق سورية أخرى، لم تكن سوى محاولات يائسة بحثا عن معادلة جديدة تضمن استمرار النظام.

وفي صحف اليوم أيضاً: كتب هشام ملحم في النهار "الفراغ الأميركي في سوريا".

 

 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق