كتب عمر قدور.. أردوغان بالتساوي!

كتب عمر قدور.. أردوغان بالتساوي!
سوريا في المانشيت | 30 أغسطس 2016

تأخرَ الجيش التركي حتى تدخل مباشرة في سوريا، تأخر بفعل ضغوط دولية وإقليمية، منها على سبيل المثال تهديدات طهران القديمة بإشعال حرب إقليمية كبرى تطاول تركيا. والحق أن الحرب بدأت فعلاً مع استئناف حزب العمال الكردستاني نشاطه المسلح في الجنوب التركي، وسط صمت إعلام عالمي عن رد الجيش الذي اتسم بالعنف المفرط ودمّر بلدات كردية بأكملها. كأن هذا الجانب من الحرب كان رسالة مزدوجة، فمن جهة هي تحذير من مغبة التدخل في سوريا، ومن جهة أخرى إغراء بسحق أكراد تركيا مقابل تحجيم الدور التركي في سوريا.

على المقلب السوري، كان منوطاً بالفرع السوري لحزب العمال القيام بالدور الذي يتوق إليه، فالسيطرة على مناطق الوجود الكردي المحاذية لتركيا تقدّم نصراً معنوياً يعزّ تحقيقه في الجانب الآخر من الحدود. أيضاً إخراج تلك المناطق من الصراع السوري، وتصوير مشكلتها الأساسية في العدو التركي المجاور، أمران يخدمان النظام وحزب العمال، الأول بالتخلص من العبء الكردي داخلياً واستخدامه لابتزاز الجوار، والثاني لأن حربه كانت طوال عقود ضد تركيا، ولم تتوقف نظرته إلى أكراد سوريا بوصفهم خزاناً بشرياً لدعم معركته هناك، وقد واتته الفرصة أخيراً لتصوير تركيا كعقبة وحيدة أمام التطلعات الكردية. تركيا، وفق هذه العقيدة، هي إسرائيل الأكراد، تماماً كما كانت تروّج أنظمة الاستبداد صورة إسرائيل كسبب لكل مشاكل المنطقة، وبالطبع كمبرر للاستبداد نفسه.

نظرياً، منذ إسقاط سيطرة النظام في حلب، كان الدخول التركي إجراء منطقياً. المسألة لا تتعلق هنا بمكانة خاصة لحلب، وإنما تتعلق في المقام الأول بما فعله النظام بالتزامن مع هزيمته فيها، فحينها بادر إلى عقد صفقة مع الفرع السوري لحزب العمال، بتسليحه وتمكينه في المناطق الكردية كسلطة أمر واقع. لم يكن ذلك الإجراء مجرد رد فعل على دعم أنقرة فصائل المعارضة، بل كان تحوطاً من دور تركي مباشر يفقد فيه النظام أفضليته الجوية، وينتقل بموجبه الصراع ليصبح خارج سيطرته تماماً. لنتذكر أيضاً أن التدخل الروسي، في مرحلته الأولى، كان لا يخفي التطلع إلى عزل حلب وإدلب عن تركيا، في وقت كان فيه مقاتلو وحدات الحماية الكردية وداعش يتكفلون بالسيطرة على باقي الشريط الحدودي. 

لقراءة المقال كاملاً (اضغط هنا)

وتتابعون أيضاً: الصراع في سورية هل يتحول من “طائفي” الى “قومي”؟، وصناعة الغياب.

 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق