كتب مشاري الزايدي اليوم عن صورة الطفل السوري "عمران"، الذي أثارت صورته تعاطفاً وجدلاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مبيناً أن مكمن الفرادة بهذه الصورة هي تعابير الطفل عمران، وهو مغطى بالغبار، ينظر بذهول، وفي نفس الوقت ملامح طفولته لم تغب، ولكنه من عمق الصدمة لم يستطع حتى البكاء.
وتزداد الصدمة عندما يمسح الطفل الغبار عن وجهه الغض، ليبين لون الدم الأحمر القاني، لون الجراح التي خلفها القصف، ربما الروسي أو الأسدي، لا فرق، فكلهم يهيل قذائف النار وصواريخ الشيطان على أهالي حلب.
يؤكد الزايدي لم تكن هذه هي الصورة السورية الأولى التي تعبر عن هول الحرب الرهيبة في بلاد العسل واللبن، بلاد الشام. و قبلها كانت صورة الطفل إيلان التي هزت كل المشاعر الإنسانية في العالم، وهو ملقى على شاطئ بعيد عن حضن أمه وحماية والده، جثة فاضت روحها المتعبة على أمواج الهرب من نيران «داعش» وصواريخ بوتين وبراميل بشار وهاون نصر الله".
و بحسب الكاتب: "بعض أهوال الحروب خلدها الفن والرسم وجعلها أيقونة باقية٬ ترمز لفداحة الشر وفظاعة ما جرى للناس. من أشهر تلك الأعمال لوحة «غرنيكا» للرسام الأشهر بيكاسو، الذي خلد فاجعة قرية غرنيكا التي تعرضت للقصف الألماني في بروفة مبكرة للحرب العالمية الثانية، كان ذلك خلال الحرب الأهلية الإسبانية ومثلت لوحة بيكاسو أيقونة خالدة لهذا الرعب حتى اليوم.
فما بالك بما «يتفنن» فيه الروس ومن معهم اليوم في صنوف الموت المسلطة على أهالي حلب؟
يسأل الزايدي: "هل لو عاش بيكاسو في وقتنا هذا وشاهد صورة الطفل الحلبي عمران، كان سيفعل شيئاً يشبه الغرنيكا؟".
ومن صحف اليوم، نقرأ أيضاً: كتب ياسين الحاج صالح في صحيفة الحياة "رغبة العالم المحرّمة"، وكتب عبدلله زغيب في صحيفة السفير "السوخوي من همدان إلى شجرة التين".