كتب مصطفى الفحص في صحيفة (الشرق الأوسط).. تهيأ القيصر الجديد لتسديد ضربة قاضية لجميع خصومه، وهو الذي اعتقد لعشرة أشهر مضت، أنه لم يعد في الحلبة السورية من يجرؤ على منازلته.
وخرج وزير دفاعه وهو الرجل الأقوى في إدارته، سيرغي شايغو، ليعلم العالم أن بلاده منحت السوريين ثلاثة ممرات آمنة للخروج من حلب، وأعطى فرصة للمسلحين لتسليم سلاحهم، ضامناً لهم الحصول على عفو عام سيمنحه بشار الأسد، يغفر لهم ذنب تمردهم على سلطته.
يتابع فحص.. على أبواب حلب، لم يفلح بوتين، المصر على تكرار أخطاء أسلافه السوفيات الذين سبقوه في السقوط بامتحان القوة، وفاته كما فاتهم في أفغانستان والشيشان أنه مهما امتلك من إمكانيات، فإنه لن يتمكن من إرضاخ أصحاب الأرض، فهم وحدهم يمتلكون المكان ويتحكمون في الزمان.
وأصاب سوء الحسابات بوتين وجنرالاته بالعمى الاستراتيجي، واعتقدوا للحظة أن طائراتهم تستطيع تغيير مسار الحرب والتحكم في نتائجها، فحصار حلب الذي أراد بوتين تحويله إلى حصار للمعارضة والثورة ولخصومه الإقليميين والدوليين، بدأ يتحول إلى حصار سياسي خانق له.
ومن الصعب أن ينجح في فكه مهما حاول من استخدام القوة، فالمعادلة العسكرية والسياسية التي فرضتها المقاومة السورية وداعموها في موقعة حلب، نقلت موسكو من موقع المتفرد بالقرار السوري إلى رهينة مجبرة على التأقلم مع المستجدات في صناعة القرار الدولي.
في حلب الآن، يبين الكاتب أن خيارات روسيا ضاقت، ولم يعد أمامها إلا اللجوء إلى الكي باعتباره وسيلة أخيرة لمداواة جراحها السورية العميقة، والكي بالمنطق الروسي هو تدمير المدينة فوق رؤوس من فيها.
ونقرأ لكم اليوم في جولة الصحافة.. "الطيب أردوغان والصديق بوتين" للكاتب ربيع بركات، في صحيفة السفير، وكتبت موناليزا فريحة، في صحيفة النهار "الإرهابيون الذين فكّوا حصار حلب".