كتب سلامة كيلة في العربي الجديد ان كل الأقاويل تدور حول "فك ارتباط" جبهة النصرة بتنظيم القاعدة، وكل الأحلام تدور حول وهم أن يؤدي ذلك إلى انتصار الثورة.كذلك ضمن أمل أن يؤدي فك الارتباط هذا إلى إنهاء الحجة التي يتذرّع بها كل من النظام وروسيا، لقصف المدنيين بدل قصف جبهة النصرة.
يتابع كيلة ان الأمور ليست بهذه السذاجة والسطحية. لكن، هناك من يعتقد جازماً أن هذه الخطوة سوف "تعزّز الثورة"، وتؤدي إلى الانتصار، حيث يتخيل جبهة النصرة في صورة المحرِّر، والجيش الزاحف نحو إسقاط النظام، لولا هذا الارتباط بتنظيم القاعدة الذي يجعله في مواجهة العالم، وليس النظام فقط.
و يسأل كيلة هل مشكلة جبهة النصرة في أنها فرع لتنظيم القاعدة المرفوضة دولياً، ؟ و يجيب لا أظن أن مشكلة جبهة النصرة هي في علاقتها بتنظيم القاعدة، حيث قبل تناول موقف القوى العظمى منها يجب ملاحظة ممارساتها على الأرض التي تدلّ، بشكل واضح، على مسار تخريبي للثورة، و التي نجحت، في جزءٍ كبيرٍ منه، ومن ثم في إعطاء تبريراتٍ للقوى الدولية، لكي تقف ضد الثورة، وحتى مع النظام. بالتالي، حتى وإن أزيلت مبرّرات الموقف الدولي لن تتغيّر ممارسات الجبهة التي هي الإسهام في تدمير الثورة.
هذه الممارسات التي دفعت قطاعات من الشعب السوري لكي يتظاهر ضدها، ويطالب بخروجها، وهو الأمر المستمر في معرّة النعمان، منذ اعتدت على الفرقة 13. وحدث، في مناطق أخرى عديدة. و يظهر ذلك كله الرفض الشعبي لها، واعتبار أنها ضد الثورة، ويجب أن تخرج. في موقفٍ معاكسٍ لكل ما تقول به أطيافٌ من المعارضة، ومن قيادتها. وربما يؤكد ذلك مدى الانفصال الحاصل بين الثورة التي تقاتل على الأرض ومَنْ يدعي تمثيلها، ويؤكد أن هذه المعارضة لا تتلمس الظروف التي يعيشها الشعب، ولا الخطر الذي تشكله "النصرة" عليه، والذي يتلمسه هو.
ومن صحف اليوم اخترنا أيضاً: كتب عبد لله سليمان في حصيفة السفير "النصرة تتلوى تحت الضغوط وتغيّر جلدها.. تنصل براغماتي من «القاعدة» وصورة أولى للجولاني".