كتب عمر قدور في المدن صار واضحاً أن حجم الانقلاب الذي كان يفترض أن يطيح حكم أرودغان ليس صغيراً جداً، بحسب ما أوحت تصريحات قادة حزب العدالة ليلة الانقلاب. فالاعتقالات التي طالت الآلاف تقول شيئاً مغايراً، ليبدو أن مؤيدي الانقلاب في تركيا، هم أقل بكثير من مؤيديه في الخارج.
يبين قدور متابعاً: "لا يليق توجيه الأنظار إلى مصر السيسي أو إلى مؤيدي بشار الأسد، فالأمر ليس مبتذلاً إلى هذا الحد، ولا حتى توجيه الأنظار إلى الابتهاج الذي ساد قليلاً في أوساط الكرملين لأنه يبقى قليل القيمة ما لم يكن مدعوماً بالرضا الغربي
فالمؤكد بحسب قدور ان إدارة أوباما عملت إلى فعل كل ما يمكنه تقويض النفوذ التركي، وصولاً إلى عدم دعم الجيش التركي معنوياً بعد إسقاط الطائرة الروسية واضطرار أردوغان في ما بعد إلى الاعتذار عن ذلك.
ليكون الخط الأحمر الأهم هو منع تمدد النفوذ التركي إلى سوريا، عكس الصمت التام عن النفوذ الإيراني وميليشياته التي تحارب في صف النظام، لا بل وأيضاً الدعم الأمريكي المستجد للفرع السوري من حزب العمال الكردستاني.ما يعني بحسب الكاتب رعاية إدارة أوباما تقاسم النفوذ في سوريا، مع استثناء تركيا.
واقع الحال أننا إزاء ثلاث قوى إقليمية طامحة، إسرائيل وإيران وتركيا، لكن الأهم هو منح الأفضلية لإيران كي تمنع نفوذ أية قوة إقليمية أخرى في المنطقة، والقوة المرشحة أكثر من غيرها تركيا، سواء أكانت بقيادة حزب العدالة أو حزب تركي آخر. الاعتبار الأخير ينفي أيضاً صبغة التنافس السني على الزعامة كما يُروّج لها، فالشقاق التركي مع بعض الحكومات الخليجية مرتبط بخرائط النفوذ الكبرى في المنطقة وإعادة رسمها، لا بمن يتبوأ مكانة مقابلة لملالي إيران".
ينهي قدور: "يجوز القول بأن الحجم الذي وصلته تركيا في هذا القرن يدفع إلى الخوف منها وإلى الخوف عليها لكن مشكلة غالبية القوى الإقليمية، باستثناء إسرائيل وإيران، أنها ليست قادرة على منافسة الدور التركي أو إقامة شراكة معه. كما يبدو دولياً الخوف على تركيا يتراجع كثيراً أمام التخوف من صعودها، وقد يكون من سخرية المصادفات أن يأتي هذا تماماً بعد قرن من إعلان وفاة الرجل المريض".
وفي صحف اليوم أيضاً: كتب بهجت قرني في الاتحاد الاماراتية "تحالف «داعش» وبشار"، وكتب عبد الباري عطوان في رأي اليوم "هل الرئيس الأسد هو الرابح الاكبر من الانقلاب التركي الفاشل؟".