كتب عبد الوهاب بدرخان.. انفلات الروس والإيرانيين والأسد

كتب عبد الوهاب بدرخان.. انفلات الروس والإيرانيين والأسد
سوريا في المانشيت | 14 يوليو 2016

كتب عبد الوهاب بدرخان في الحياة اليوم: "أثبتت شهور طويلة من التعامل مع خططٍ لإنهاء الصراع في سوريا تماسك محور روسيا - إيران - نظام بشار الأسد، وتمسّكه بشروطه للحل السياسي من جهة، وامتلاكه بديلاً هو الحل العسكري من جهة أخرى، أما المحور الآخر، فإنه يكاد يقتصر على الولايات المتحدة، المتخبّطة والمُربكة، سواء بخياراتها ومصالحها أو بتناقضات لا حصر لها مع حلفاء وأصدقاء، يشعرون أحياناً كثيرة بأنها متواطئة مع روسيا أو مع إيران ومع النظام.

يتابع الكاتب: "لم يكن مُستغرَباً أن يخفق التنسيق والتعاون بين موسكو وواشنطن، ويبدو تشدّد حلف الأطلسي في ملفّيَن (روسيا والإرهاب) وعزمه على تعزيز وجوده العسكري في شرق أوروبا بمثابة تفسير لهذا الإخفاق. ذلك أن شروط الروس لقتال مشترك ضد تنظيمي «داعش» و »جبهة النصرة» و شروطهم للحل السياسي، رُسمت بهدف التعجيز والضغط على الأميركيين كي يخفّفوا ضغوطهم الأطلسية".

لكن وبحسب بدرخان: "أميركا - أوباما لا تعمل لتخسر في سوريا، وإذا كانت ترفض الإنضواء في سياسة تقودها روسيا، بل تصرّ على المشاركة في القيادة، إلا أنها اختارت للعمل العسكري على الأرض طرقاً خاطئة أو ملتبسة حدّت من جدوى لعبها السياسي على الطاولة، إلا أن موسكو و بحسب بدرخان عرّضت واشنطن لاختبارات عدة مخيّبة حيث اتخذت من علاقة نظام الأسد مع الوحدات الكردية وسيلة للانفتاح عليها واختراقها والتدخّل في عملياتها ضد «داعش»، ما أدّى إلى مفاقمة تهميش العنصر «العربي» في «قوات سورية الديموقراطية».

كذلك استغلّت، تلكؤ الأميركيين في التنسيق العسكري فأغارت مقاتلاتها على موقع التنف وأبادت عملياً فرقة استحوذت عليه فجأة، وأُعلن أنها تسمّى قوات سورية الجديدة  التي اخضعت  لتدريبات أميركية - بريطانية. كما تمكّنت موسكو من اجتذاب إسرائيل إلى خطّها وإظهار انحيازها إلى نظام الأسد،. وأخيراً بحسب بدرخان  نقضت تعهّدات سابقة بالنسبة إلى حلب وشرعت، في التغطية الجوية لقوات النظام والميليشيات الإيرانية خلال عملياتها لمحاصرة المناطق وقضمها.

ينهي بدرخان إن فشل الإدارة الأميركية تبدى في عجزها عن فرض تصوّرها الأساسي وهو أن تتوازى المرحلة الانتقالية في الحل السياسي مع التركيز على محاربة «داعش». وأيضا في مهادنتها الروس والإيرانيين ونظام الأسد، إلى حدٍّ أتاح لهم تحقيق معظم أهدافهم كذلك قامت بمصادرة مواقف حلفائها وأصدقائها وقصرت المبادرات على تفاهمها مع الروس، فإذا تعطّل التفاهم تتعطّل المفاوضات، وإذا تعذّر التنسيق كما هي حاله اليوم فإن الشعب السوري هو مَن يدفع الثمن.

ومن صحف اليوم أيضاً: رأي القدس "انجاز أوباما الأخير: تسليم سوريا لإيران وروسيا؟"، وكتب  علي حسون في روسيا اليوم "أنقرة تخطب ود دمشق.. الهدف كردي والثمن حلبي".

 

 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق