كتب عمر قدور.. معركة تسليم حلب

كتب عمر قدور.. معركة تسليم حلب
سوريا في المانشيت | 12 يوليو 2016

لا داعي للانتظار حتى يُعلن نهائياً اكتمال الحصار حول القسم المحرر من حلب، لأن هجوم حلفاء النظام في المقام الأول يدل على تصميم غير مسبوق، ويصعب تصور وجود هذا التصميم في معركة كسر عظم إقليمية ودولية، هو بالأحرى تصميم مسنود إلى الاستفراد بفصائل المعارضة في حلب. بل كان ذلك واضحاً منذ تركيز حسن نصرالله في خطابه، خلال تأبين مصطفى بدر الدين، على المعركة الكبرى القادمة في حلب، وحتى التمهيد لخسارة المزيد من مقاتليه هناك. فنصرالله لم يكن ليتحدث قبل حوالى ثلاثة أسابيع، بهذا الجزم، لو لم تكن المواكبة الروسية لميليشياته صارت مضمونة، وبخلاف ما أعلنه عن دخول آلاف المسلحين عبر تركيا، فمن المرجح أن لديه مؤشرات أو معلومات عن صفقة فرضت تخلي الداعمين عن فصائل المعارضة.

ليس سراً منذ أشهر، تحديداً منذ التدخل العسكري الروسي قبل تسعة أشهر، أن أولويات الطيران الروسي كانت في استهداف حلب وريف اللاذقية، والغاية المعروفة هي قطع خطوط الإمداد من تركيا أولاً عن الفصائل التي يصنفها الغرب معتدلة. على ذلك ينبغي فهم تأجيل استهداف إدلب بشكل مكثف حتى المرحلة التالية. ففي إدلب سيكون الأمر أسهل مع وجود أقوى لجبهة النصرة وغيرها من الفصائل الإسلامية، وسيكون صعباً الدفاع عن تنظيم مشمول بقرار دولي يصنفه على لائحة الإرهاب. ثم إن معركة إدلب هي الأصعب بسبب الطبيعة الجغرافية الوعرة لبعض الأرياف، ولا تحظى المدينة بالصدى المعنوي والاستراتيجي لحلب بوصفها أكبر مدن البلاد.

وتتابعون: وفد برلماني أوربي رسمي في دمشق، ما الذي تغير؟، قرار سوري يتلمس مناخاً نادراً.

 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق