تصدرت تركيا عناوين الأخبار خلال الأسبوع المنصرم بعد الإعلان عن تطبيع علاقاتها مع موسكو وتل أبيب وبعد العمل الإرهابي الجبان الذي ضرب مطار اسطنبول وخلف عشرات القتلى ومئات الجرحى. قد يبدو للوهلة الأولى أنه لا رابط بين الأحداث الثلاثة، إلا أن تقليب النظر في مجريات الأمور يقول عكس ذلك. قُطعت العلاقات بين تركيا وموسكو عقب إسقاط تركيا لطائرة حربية روسية نهايات العام الماضي، فأخرجت تركيا نفسها من دائرة التأثير في الأحداث في سوريا. وعلى الرغم من التوتر الروسي – التركي، فقد توقع كاتب السطور في القبس قبل أسبوعين فقط أن «احتمالات تقارب روسيا مع القوى الإقليمية الأربع وبضمنها تركيا مفتوحة على مصراعيها». (القبس: مصطفى اللباد-وهم الأيديولوجيا…روسيا في الشرق الأوسط).
ومرد ذلك أن مصالح روسية – تركية مشتركة تجمع بين الطرفين على الرغم من خلافات أخرى، ولعل العامل الأهم هو تمديد أنابيب نقل الغاز الطبيعي الروسي عبر تركيا إلى البحر المتوسط، فضلاً عن الوضع في سوريا.
أضاف توتر العلاقات مع موسكو في الفترة الماضية إلى قائمة الخسائر السياسية التركية، بعد أن عزلت أنقرة نفسها عن التفاعل مع أحداث كثيرة في المنطقة، بسبب رهانها الفاشل على الزعامة الإقليمية عبر التحالف مع جماعة الإخوان المسلمين. وبسبب الضغوط الأميركية المتوالية والمصالح المشتركة البازغة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، سواء جراء مجاورة سوريا جغرافياً أو مشاريع نقل الغاز الطبيعي، فقد أعادت تركيا علاقاتها المقطوعة معها منذ حادثة «أسطول الحرية».
أما العمل الإرهابي الذي اتهمت تركيا تنظيم داعش الإرهابي بتنفيذه، فيعني أن المرحلة المقبلة ستشهد تغييراً في سياسة تركيا بالتخلي عن المواقف الملتبسة حيال التنظيم ومحاربته بلا هوادة في الفترة المقبلة. وهذا التحول المرتقب في سياسات تركيا الإقليمية سيعيد الدفء إلى علاقات أنقرة وواشنطن، بعد أن توترت خلال السنوات المنصرمة، مما يجعل عودة تركيا إلى المنطقة تتم وفقاً للأجندة الأميركية وفي إطار التفاهم الأميركي – الروسي الأوسع في المنطقة.
ومن صحف اليوم، نقرأ أيضاً: أحمد بيضون يكتب في القدس العربي "سوريّا الحرب والثورة: أطراف وذيول"، كتبت غالية قباني: "العيد القادم في القدس.. أم في دمشق وحلب؟" في الشرق الأوسط، وكتب روس ويلين في فورين بوليسي: "فلاديمير بوتين الحبيب"، ترجمة عنب بلدي اونلاين.