كتب عبد الوهاب بدرخان.. من المستفيد من الإرهاب؟

كتب عبد الوهاب بدرخان..  من المستفيد من الإرهاب؟
سوريا في المانشيت | 29 يونيو 2016

أعادت الجريمة الارهابية في القاع، فتح جدل لبناني لم يُحسم بالأمس ولن يُحسم غداً: على مَن تقع مسؤولية اجتياز الارهاب الحدود السورية الى الداخل اللبناني، أهي التنظيمات نفسها (والجهات التي ترعاها) التي تسعى الى الانتقام من “حزب الله”، أهو اجتياز هذا “الحزب” الحدود للقتال ضد السوريين تنفيذاً لقرار ايراني، أم هو نظام دمشق الذي لا يزال يعتقد أن المزيد من تعقيد الصراع وتوسيعه يمكن أن يمدّ بعمره وينقذه من جرائمه؟… الجدل الآخر يتعلّق بالردّ المناسب والمطلوب على هذا الاستهداف الارهابي للبنان، بين مَن يعطون أولوية للمؤسسات الشرعية وعلى رأسها الجيش والأجهزة الأمنية، ومَن يضيفون اليها “حزب الله” كمؤازر ضروري. وفي كلٍّ من هاتين الحالين ثغرة، لأن لـ “الحزب” أجندة غير لبنانية تُفسد دوره الى جانب الجيش والأمن، ولأن إمرة “الحزب” في ايران، أما إمرة الجيش والأمن فتعود إلى دولة عمد “حزب الله” الى تعطيلها وتركها عامين ونيّف بلا رئيس.

لاحظ الجميع أن عملية القاع الحدودية مع عملية قاعدة الركبان في الاردن فاجأتا المسؤولين العسكريين، كونهما تدشّنان خطّ استهدافاتٍ جديداً وتشيران الى اختراقاتٍ كان يُعتقَد أنها تحت السيطرة، لكن انكشافها يعجّل بتعطيلها. وفي لبنان تكرّر في الأعوام الأخيرة سيناريو التفجيرات المتزامنة مع الاطلالات الخطابية للأمين العام لـ “حزب الله”، وبمقدار ما استفاد “الحزب” من العمليات الارهابية لتبرير تورّطه في سوريا بمقدار ما أخفق في الإقناع بأن قتاله دفاعاً عن نظام بشار الاسد هو أيضاً دفاع عن لبنان وأمنه. فما حصل كان العكس تماماً، ولمس الجميع كيف أن “الحزب” استدرج الارهابيين الى لبنان، وما لم يُدرَك لبنانياً بعد – رغم أنه أصبح ملموساً في الجوار السوري – هو أن “الحزب” يؤسّس حالياً، بإيعاز ايراني، لواقع تغيير ديموغرافي يؤسس بدوره لصراعات مستقبلية أياً تكن نهايات المحنة السورية.

ومن صحف اليوم نقرأ أيضاً: كتب مصطفى فحص الشرق الاوسط "من حلب إلى مهاباد.. من حفر حفرة لـ«جاره» وقع فيها"، وفي صحيفة الغد كتب محمد أبو رمان يكتب: لماذا اعتذر أردوغان الآن؟!، ومن صحيفة نيويوركر، ترجمة ابراهيم قعدوني- السوري الجديد، "حوار مع السفير فورد حول تمرد لخبراء الخارجية على سياسة أوباما".

 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق