كيف سينعكس خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على السوريين؟
بطبيعة الحال، لا توجد آثار مباشرة لهذا الحدث، على السوريين، لكن الآثار غير المباشرة كثيرة، وربما تكون نوعية إلى حدٍ ما.
الأثر الأول، والأبرز، سيتضح في تركيا تحديداً.. وبعد أيام قليلة،.. ففي 30 حزيران ستنعقد جولة جديدة من المفاوضات بين تركيا والاتحاد الأوروبي، حول انضمام تركيا للاتحاد،.. وسيطالب المسؤولون الأتراك في هذا الاجتماع، نظراءهم الأوروبيين، بتطبيق التزاماتهم بإلغاء تأشيرة دخول المواطنين الأتراك إلى الاتحاد الأوروبي..
وهنا، نحن أمام سيناريوهين، الأول منهما مرجح، وهو أن يتملص الأوروبيون من إلغاء التأشيرة، الأمر الذي سيفتح الباب واسعاً أمام احتمالات انهيار اتفاق الهجرة بين الأتراك والاتحاد الأوروبي.
مسؤلوا الاتحاد الأوروبي سيكونون أمام نارين، يوم 30 حزيران، فإذا هم رفعوا التأشيرة أمام الأتراك، حفاظاً على اتفاق الهجرة مع تركيا، الذي حد من تدفق المهاجرين، سيُنعشون مخاوف الشارع الأوروبي من احتمالات دخول تركيا إلى النادي الأوروبي، وهي إحدى أبرز ركائز الدعاية المناوئة للبقاء داخل الاتحاد الأوروبي، التي اعتمدها مناوئو الاتحاد في بريطانيا، وهي ركيزة أيضاً في الدعاية الإعلامية لكل قوى اليمين المتطرف ومناوئي الأجانب في مختلف الدول الأوروبية، وبالتالي، فإن إلغاء التأشيرة أمام الأتراك، سينعش قوى اليمين المتطرف، الأمر الذي يُنذر بتكرار سيناريو انسحاب بريطانيا من الاتحاد، في دول أوروبية عدة، بل، والأخطر من ذلك، أنه قد ينعش قدرة قوى اليمين على تحصيل مكاسب كبرى في أية استحقاقات انتخابية مقبلة، الأمر الذي يُنذر بإعادة إحياء “الفاشية” في أوروبا، بعد أكثر من 70 عاماً على اندحارها.
بالمقابل، إذا رفض مسؤولو الاتحاد الأوروبي إلغاء التأشيرة أمام المواطنين الأتراك، ستكون الحكومة التركية في حل من التزاماتها في اتفاق الهجرة، وبالتالي، سيكون أمام أنقرة سيناريوهين، أحدهما، أن تفتح الطريق أمام تدفق مئات آلاف المهاجرين من جديد، إلى أوروبا، وجزء كبير منهم من السوريين.
وفي صحف اليوم أيضاً: كتب صالح القلاب في صحيفة الرأي "من هو الفاعل الحقيقي داعش أم الدواعش؟، وكتب جمال خاشقجي في صحيفة الحياة "سورية والعراق 2030".