تشهد هذه الفترة ازدياداً ملحوظاً في وتيرة الاستعدادات العسكرية الدولية والعراقية والسورية، في محاولة القضاء على تنظيم داعش عسكرياً، فيما تؤكّد مصادر دبلوماسية عربية أنّ هنالك رغبة أميركية شديدة في القضاء على التنظيم في مدينة الرقّة السورية، وتحجيمه تماماً في العراق. وتفيد التقارير الواردة من سورية بأنّ تدشين الحملة العسكرية الكردية، بدعم أميركي، وإسناد من قوات سورية الديمقراطية، للبدء بريف الرقّة الشمالي، وصولاً إلى إخراج التنظيم من الرقّة بالكامل، وهو السيناريو نفسه الذي يسعى إليه الروس في ريف دير الزور ضد التنظيم.
وعلى الساحة المجاورة، تمثل معركة الفلوجة التي تمّ حشد آلاف الجنود العراقيين ومليشيات الحشد الشعبي والعشائري لها، بدعم أميركي كبير، منعطفاً مهماً ومؤشراً كبيراً بشأن إدارة المعركة المقبلة في الموصل، بعدما تمكّنت القوات العراقية سابقاً من إخراج داعش من الرمادي ومن أغلب مناطق الأنبار العراقية.
هل هذا يعني أنّ داعش على وشك الانهيار والتلاشي؟ خسر التنظيم جزءاً كبيراً من الأراضي التي سيطر عليها في العامين 2013-2014، في سورية والعراق، وتحوّل من حالة الهجوم إلى الدفاع في أوقاتٍ كثيرة، وخسر أغلب قيادات الصف الأول التي عملت على التخطيط والإعداد لما وصل إليه من وضع عسكري، مكّنه من تحقيق نتائج قوية على أرض الواقع، وكان آخر هؤلاء أبو علي الأنباري، وقبله أبو مسلم التركماني، فضلاً عن حجي بكر وأبو عبد الرحمن البيلاوي. فوق هذا وذاك، فإنّ الهالة الرمزية، التي بدا عليها التنظيم في صعوده في العام 2014، وكأنّه محصّن من الضربات، لا يُهزم، يعتمد تكتيكاتٍ مرعبة من المفخخات والانتحاريين وخطاب الرعب، بدأت تتفكك شيئاً فشيئاً، وتظهر نقاط ضعفه أمام الخصوم الذين طوّروا استراتيجياتٍ لمواجهة تكتيكات داعش المفاجئة.
وتتابعون أيضاً: حول المعايير «المزدوجة» و«الانتقائية» في محاربة الإرهاب، جبهة النصرة.. مصلحة الأمة ثابتة وغيرها زائلة؟!.