كتب حسان حيدر في الحياة: "مع حلول مئة عام على إبرام اتفاق سايكس - بيكو، تجهد دولتان كانتا ضالعتين فيه في تعويض خسائرهما من الاتفاق، لكن في جزء فقط من المنطقة التي استهدفها، هو سورية. الأولى هي التركية التي خسرت الحرب وفقدت معظم مساحة إمبراطوريتها لمصلحة دول أخرى والثانية الروسية عندما انسحب قادتها الجدد من الاتفاق وكشفوا تفاصيله للعالم في إحراج للقوتين الاستعماريتين، بريطانيا وفرنسا.
يتابع حيدر تبدو روسيا اليوم كأنها نادمة على قرار الانسحاب، ويبدو «القيصر الجديد» فلاديمير بوتين راغباً في إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء وتعويض «الحصة» الروسية المفقودة من الإرث العثماني، لكن مع شريك جديد هو الولايات المتحدة، وفي الساحل السوري بدلاً من ضفتي البوسفور.
وبالنسبة إلى أنقرة، ليس سايكس - بيكو مجرد اتفاق بين القوى المنتصرة في الحرب الأولى على إعادة رسم خريطة المنطقة العربية عبر تقسيمها، بل هو تذكير بموت الإمبراطورية العثمانية الذي يرفضه الحكام الإسلاميون اليوم، وبالقيود التي تكبل تحركهم في الجوار الشرق أوسطي".
و برأي حيدر: "ما يشجع موسكو وانقرة على المضي في سعيهما،إن المنطقة العربية، تعيش اليوم حالا من التفتت والانهيار، سواء في العراق او في سورية ولبنان - فيما فلسطين مقتطعة ومقطعة أين منها وضعها أواخر أيام «المريض» العثماني، فينسج كل منهما علاقات مع أطراف فيها، يحتاجهم إما إلى التغيير وإما لمنعه.
أما الاميركيون، مهندسو «النسخة المنقحة» من سايكس - بيكو بحسب وصف الكاتب التي ترى في الكيانات الصغرى مخرجاً من فشل الاندماجات الدينية والطائفية والقبلية والعائلية ، فيلعبون على «الحبلين» ويمسكون بطرفيهما، يشدونهما تارة ويرخون طوراً، متحكمين بحركتي الروس والأتراك والحيز المتاح لهما، فإذا تجاوز أحدهما الحدود المسموح بها مارسوا عليه ضغوطاً سياسية ومادية، مثلما حصل أخيراً في قاعدة «تي فور» الجوية السورية قرب تدمر، حيث أقام الروس مركزاً متقدماً لمروحياتهم، قبل أن يدمره قصف دقيق تم نسبه إلى تنظيم داعش".
وفي صحف اليوم أيضاً: كتبت موناليزا فريحة حرب جانبية خطيرة في سوريا، في صحيفة النهار.