بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، والتراجع الذي حلّ بدور روسيا العالمي، انبعثت «الفكرة الروسية» كعقيدةٍ حلّت محل الشيوعية، وترافقت مع صعود فلاديمير بوتين إلى سدة السلطة، من خارج الـ«بوليتبيرو» Politburo الحاكم، عبر رافعة الحرب الشيشانية، وتفجيرات موسكو في العام 1999. و«الفكرة الروسية» هي مُنتَج اليمين الروسي المتطرف، الذي يسعى لاستعادة دور روسيا العالمي، وتشارك في صناعته الكنيسة الأرثودوكسية عبر إضافة سمة القداسة إلى مهمة روسيا، كروما الثالثة، في حين يضيف اليمين، كلاً من «فوبيا الغرب» و«نظرية المؤامرة». حينها يتحد الإيمان الأرثودوكسي مع الوطنية الروسية اليمينة الصاعدة، في مركبٍ عقائديٍ جديد: «يوراسيا الجديدة»، الذي يرى أن لروسيا دوراً أكثر أهمية في آسيا منه في أوروبا.
والتر لاكوير، يذهب في كتابه Putinism، إلى أن كثرة استخدام مصطلح «Geopolitics» لدى منظري روسيا البوتينية اليوم، هو لتضمين حقوقٍ إلهية أو طبيعية معطاة، ومهماتٍ تاريخية لروسيا، بالاشتقاق من موقعها الجغرافي1. المصطلحُ الذي أدخله إلى القاموس الروسي، راسبوتين روسيا الجديد، ألكسندر دوغين، في نهاية التسعينات، يتضمن البحث عن قارة جديدة، يوراسيا، قلبها المؤثر روسيا. وبما أن روسيا ضعيفةٌ عسكرياً واقتصادياً، لذا عليها إقامة محاور وأحلاف، يبدو أن أهمها في سياقنا السوري، هو محور موسكو-طهران.
وتتضمن الجيوسياسة الروسية، نقلَ الخطوط الدفاعية من الحدود الروسية، إلى مناطق أبعد، والتسبب بعدم استقرار يخفّض النفوذ الإقليمي فيها، ويُصعد التوتر مع الدول العظمى، خاصة في الشرق الأوسط. كما تهدف الجيوسياسة الروسية إلى تقويض الوحدة الأوروبية-الأطلسية، وتفكيك الاتحاد الأوروبي، وفرض مقايضة النفوذ الروسي بالاعتراف الغربي بمناطق المصالح الروسية ما بعد السوفيتية.
لقراءة المقال كاملاً في موقع "الجمهورية"، (اضغط هنا).
وتتابعون أيضاً: ماذا تبقى من الجيش العربي السوري؟ ليس كثيراً، القوات الكردية هل ستكون "حصان طروادة" الامريكي لاستعادة مدينتي الرقة والموصل.. وما هو المقابل الذي ستحصل عليه؟