كتب عبد الوهاب بدرخان في صحيفة النهار، مؤكدا أن اغتيال القيادي في "حزب الله" مصطفى بدر الدين، مثل اغتيال قائده السابق عماد مغنية، عمليتان استخباريتان مسرحهما دمشق، معقل النظام السوري حليف ايران و"الحزب".
العملية الأولى كانت على غموضها أكثر وضوحاً، إذ لا يُتصوَّر قتل مغنية ببساطة من دون أن يكون هناك تواطؤ مع جهة محلية نافذة، لكن ظروف قتل بدر الدين اختلفت جذرياً بسبب وجود ايراني كثيف ومهيمن حتى على الأجهزة السورية والاختراقات المحتملة في صفوفها.
يتابع بدرخان: "هذه المرّة استشعر "حزب الله" أنه هو المستهدف وليس أحد قادته المطلوبين دولياً فحسب، وتكمن الصعوبة في أنه بات الآن يشك بالجميع، القريبين والبعيدين، وصحيح أن "حزب الله" يدين بوجوده لايران وللنظام السوري، لكن الترسانة المعنوية التي راكمها من قتاله ضد اسرائيل تآكلت وانهارت في سلوكه داخل لبنان ثم داخل سوريا وسواها.
وإذا كان مقتل قادته في ساحة الحرب يشحذ اصراره على عدم التراجع، فإن مقتل بدر الدين شكّل له جرس انذارٍ ليس مؤكداً أنه سيوقظه من التهوّر الذي انزلق اليه ثمة قصر نظر في اقتناع كهذا، والأخطر أنه يدفعه الى الاعتقاد بأنه عندما تحين عودته من سوريا سيكون الوضع الاقليمي للبنان قد تغير على نحو يناسبه، أو أنه في أسوأ الأحوال سيعود ليقولب البلد بما ينسجم مع أهدافه. أي أنه موقن بحسب الكاتب بأن "جمهوره" سيبقى قطيعاً مطيعاً، ما يمكّنه من مواصلة عدم الاعتراف بالجمهور الآخر الذي عارضه ويعارضه سلمياً في السياسة كما في الحرب القذرة التي ذهب اليها".
و من خيارات القولبة المبكرة يختتم بدرخان، أن يرفع "حزب الله" صوته ضد الحكومة والمصرف المركزي وأصحاب المصارف بسبب الاجراءات المالية الاميركية التي بدأ تطبيقها ضدّه، ولعله يعتقد أن مصادرته للدولة وفائض القوةالذي يُظهره وامكاناته الترهيبية قد تردع الاميركيين أنفسهم. فيما الواقع أن التضييق المصرفي عليه وعلى جمهوره قد يدفعه الى أسوأ السيناريوات التخريبية.
وفي صحف اليوم أيضاً: كتب صالح القلاب في الشرق الأوسط "حتى لا يدفع بوتين ما دفعه أسلافه في أفغانستان"، وكتب محمد بكر هل هناك حقاً فهمٌ لما يجب عمله بخصوص الحرب السورية؟"، في رأي اليوم.