في حلقة اليوم من برنامج (حكي سوري) تستضيف لينا الشّواف الشاعرة والمخرجة السورية هالا محمد، التي درست الإخراج السينمائي في جامعة باريس الثامنة، ولها خمسة دواوين مطبوعة آخرها ديوان "قالت الفراشة"، كما أخرجت عدداً من الأفلام الوثائقية، أهمها سلسلة أدب السجون وأدب المقاومة، وشاركت في مهرجانات عالمية، كان آخرها مهرجان "كان" السينمائي.
عن حال الشعر تحت حكم النظام السوري، قالت هالا: "لم يكن هناك دور نشر في سوريا، وكنّا كشعراء نضطر للذهاب الى بيروت أو دول عربية أخرى، كي نطبع كتبنا، خاصة من اختاروا العيش في الهامش، كخيارهم شخصي، ولم يسمح المناخ القمعي بنشوء حركة شعرية، وكان هناك كمون شعري، على الرغم من أن الشعر والشعراء كانوا موجودين في سوريا ولا زالوا".
اقرأ أيضاً: مازن درويش: الغرب ليس "بابا نويل" ويبحث عن مصلحته الخاصة
ونوهت هالا: "افتقدنا أيضاً وجود شعراء يضيئون على الشعراء الجدد، تجربة العمل المدني والسياسي والاجتماعي تمنح تجربة الشخص الذاتية نضجاً، وارتياحاً في سلوكه الاجتماعي، وهذا ما حرمنا منه في سوريا، وأثر على ملامح الوسط الشعري، وشكل العلاقات فيه".
أما عن عملها في حقل الثقافة بعد وصولها إلى فرنسا، قالت محمد: "حين وصلت إلى فرنسا أواخر الـ 2011، فكرت كيف يمكن لي أن أعمل في مجال معرفتي؟ وما الذي يُمكن لي تقديمه غير الكلام؟ لذا أسست مع بعض الأصدقاء، جمعية "نوريا" للتبادل الثقافي الأوروبي السوري، عملت عدّة نشاطات كالنادي السينمائي السوري، بهدف خلق حوار وتفاعل سينمائي، وهي نشاطات كانت موجودة في سوريا الخمسينات والستينات والسبعينات، وليست أمراً جديداً على السوريين".
وتابعت هالا: "قدمت عشر أمسيات شعرية في معهد ثقافات الإسلام، ودعيت شعراء سوريين رائعين، للمشاركة واكتشاف ما يمكن فعله، خاصة وأن الأوربيين يسألون دائما هل يمكن للشعر تحقيق السلام؟، لذا كان مهماً بالنسبة إلينا كمثقفين سوريين أن نمتلك المبادرة الثقافية في الخارج، وبات هناك رغبة حقيقية بإبعاد صوت الأنا لصالح صوت الجماعة المؤلف من كل أنا، ليكون هو الحاضر، وبات لدي شعور بأن السوريين باتوا كمن يحمل شعلة الأولمب حين يقع أحد يحملها الآخر".