انهار الجهاز الطبي في غالبية المدن والأرياف السورية تحت القصف والصواريخ وقذائف الطائرات والعمليات العسكرية التي يشنها نظام الأسد وحلفاؤه الروس ومعهم الميليشيات الشيعية المقاتلة. وكانت مدينة حلب آخر شهود ذلك الانهيار، بعد تدمير مشفى القدس وقتل آخر طبيب فيه. تلاه تدمير متعمد لمشفى ضبيط في مناطق سيطرة النظام، بتفجيره من داخله، كما اعترف مالك المشفى في تصريحات قالها مؤخراً.
في ذلك الوقت كان الجيش اللبناني يقصف النقطة الطبية الوحيدة في جرود عرسال والقلمون، والتي يعتمد عليها السوريون في تلك المناطق، لتصبح الأوضاع كما يصفها الخبراء، الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية.
بات اللاجئون السوريون في أوروبا اليوم محط اهتمام المجتمعات المضيفة لهم، كحال بيت الطلاب السوريين في مولوز المدينة الصغيرة جنوب الألزاس. وصل المدينة عشرة طلاب سوريين لدراسة اللغة الفرنسية، ضمن ترتيبات الجمعيات المدنية السورية والفرنسية في هذه البلدة. وبعد موافقة الجامعة انطلقت دورة اللغة متأخرة لأسباب إدارية. الطلاب السوريون في مولوز شكلوا حالة لافتة بالنسبة إلى السكان المحليين، أعلنوا بيتهم “سوريا الصغيرة” مفتوحاً لكل الضيوف. انهالت عليهم الدعوات لنشاطات مختلفة، وكتبت عنهم الصحافة المحلية وصولاً إلى الوكالة الوطنية للصحافة (فرانس برس).
بين الدعوات التي وصلت السوريين، كانت محاضرة لعدد من المتخصصين الفرنسيين للحديث عن بلادهم. جلسة طويلة امتدت لأكثر من أربع ساعات متصلة حلل فيها الخبراء الواقع الإثني والعسكري في سوريا. وكان السوريون في صفوف المستمعين والمتفرجين، وبذات الوقت فرقة للفرجة. هؤلاء هم السوريون الذين نتحدث عن بلادهم اليوم. هؤلاء هم القادمون من عالم الأموات إلى عالم الأحياء. البعض منهم وصل فرنسا منذ سنة وأكثر، والبعض منذ أيام والبعض منذ أشهر.
وفي صحف اليوم أيضاً: كتب اسماعيل خطاب في الوسط السوري "خروج أمن لبشار الاسد والابقاء على المؤسسات الامنية"، وفي نيويورك تايمز كتب بلال ياسين "هل الحرب ضد تنظيم الدولة قانونية؟"، وكتب صبحي حديدي في القدس العربي "انحطاط التأويل السياسي للفقه الشيعي القدس عبر حرستا وحلب".