منذ انطلاق الثورة السورية في 2011، وخروج المتظاهرين في مناطق متفرقة من المدن والبلدات السورية، كانت العين على حلب، على اعتبار أن خروجها سيكون مفصلياً في عمر الثورة الوليدة، وأن مجرد إعلان المدينة العصيان على النظام في دمشق سيكون كفيلاً في ترجيح كفة الأصوات المنادية بإسقاط النظام. مرت الأيام، وخرجت حلب، مدينتها وريفها، لتنضم إلى المطالبين بإسقاط النظام. ومع التحوّل إلى الثورة المسلحة، شهدت المحافظة معارك طاحنة أدت، في النهاية، إلى فقدان النظام السيطرة التامة على الريف وخسارته نصف الشهباء.
حلب منذ البداية كانت أساساً في استمرارية الثورة، فلولا سيطرة المعارضة على الريف ما كان لطرق الإمداد أن تفتح، ولا كان بالإمكان حماية مجموعات كبيرة من اللاجئين الذين هربوا من بطش النظام إلى مناطق، يمكن أن يطلق عليها اسم آمنة نسبياً. لاجئون ونازحون شكلوا مع الوقت خزاناً بشرياً للمعارضة ومقاتليها، قبل ظهور "داعش" وأشباهه في تلك المنطقة، وغيرها من المناطق التي عرفت أيضاً طريقها إلى الخروج من قبضة النظام في دمشق.
اليوم يبدو أن حلب تدفع الثمن. قد لا تكون وحدها في ذلك، لكنها بالتأكيد تتحمل العبء الأكبر والأفظع. مجازر يومية، وبأشكال متعددة، لا تحمل إلا ملامح انتقام من المدينة وريفها. مشاهد الدمار والجثث في مناطق متفرقة تأتي على مرأى ومسمع العالم الذي يتشدّق بالحديث عن الهدنة واحترامها، على اعتبار أن النظام، ومن خلفه روسيا والمليشيات المتحالفة معهما، كانا حريصين منذ البداية على الهدنة، ولم يستغلوها، بالتواطؤ مع الغرب أو من دونه، لنيل مزيد من المكاسب ووضعها على طاولة التفاوض. هم حققوا ذلك في أكثر من منطقة. لكن، بقيت حلب عصية، ومن دونها لا معنى للحسم.
ومن صحف اليوم أيضاً: كتب أحمد عياش "سليماني يعرض ترحيل عائلة الأسد" في صحيفة النهار، سمير العيطة "فكِّر محليّاً واعمل كليّاً وعالميّاً" في صحيفة السفير.