كتب وليد شقير.. دماء حلب والأحادية الروسية

كتب وليد شقير.. دماء حلب والأحادية الروسية
سوريا في المانشيت | 29 أبريل 2016

قد يكون المتابعون للمجازر التي يرتكبها نظام بشار الأسد وحلفاؤه في حلب منذ أكثر من أسبوع، غاب عن بالهم أن اتفاق وقف الأعمال العدائية في سورية الذي أنتجته روسيا والولايات المتحدة الأميركية في 22 شباط (فبراير) الماضي نص على نقاط تفصيلية تجعل من الهجمة الأخيرة التي يشنها تحالف الأسد وإيران و «حزب الله» وسائر الميليشيات الحليفة على مناطق المعارضة، فضيحة على الصعيد الدولي.

لم يسبق أن ضربت أي دولة أو جهة مسلحة بعرض الحائط اتفاقاً دولياً كالذي نحن أمامه، على مر الحروب، بهذا الوضوح، سوى إسرائيل حيال الشعب الفلسطيني، مثلما تفعل الدولة الروسية العظمى، الطامحة إلى استعادة مكانتها الدولية ونديتها مع أميركا. إنها تتصرف كالميليشيات غير المنضبطة، ما يجعل الهالة التي أعطيت لـ «القيصر» و «لاعب الجيدو» الماهر الذي يجيد مفاجأة خصمه، تسقط إلى أدنى درك أمام سيل الدماء التي تنزف من المدنيين، وهول التدمير الممنهج في حلب.

قد يكون من السذاجة التذكير بنصوص الاتفاق الذي صاغه سيرغي لافروف وجون كيري، بعدما تسببت الموجة السابقة من الهجمات على حلب في مطلع شباط بغضب أوروبي وأميركي، لتزامنها مع بدء مفاوضات جنيف في حينها وفق قرار مجلس الأمن 2254: وقف الهجمات بأي نوع من الأسلحة، بما في ذلك القصف الجوي للجيشين السوري والروسي (النظام قصف حلب بصاروخ بعيد باليستي، إضافة إلى الطيران طبعاً)، التوقف عن السعي لكسب أراض من الأطراف الأخرى المشاركة في وقف النار (يفاخر النظام والإيرانيون بخوضهم المعركة «الكبرى» لاحتلال حلب… وبأنباء الحشود لهذا الغرض)، السماح للمنظمات الإنسانية بوصول سريع وآمن من دون عراقيل الى جميع المناطق فوراً لإيصال المساعدات ( سمح النظام بإدخال قناني المياه إلى داريا ومنع الطعام عنها وعن مضايا وغيرها باعتراف ستيفان دي ميستورا)، الإفراج المبكر عن المعتقلين، وخصوصاً النساء والأطفال، الاستخدام المتناسب للقوة في حال الدفاع عن النفس (ما يعطي المعارضة حق الرد..). ولم يغفل الاتفاق هدف «تنفيذ سريع وفعال وناجح لعملية الانتقال السياسي» طبقاً لقرار مجلس الأمن وبيان جنيف 2012، وفي عدد من فقراته يلزم «الدول الإقليمية بدعم وقف العنف».

وفي صحف اليوم نقرأ أيضاً: كتبت هيفاء بيطار في صحيفة العربي الجديد "هذه الأحزان السورية"، وكتب رياض نعسان آغا في صحيفة الاتحاد "طريق المفاوضات الشائك".

 

 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق